يجري خلال العام القادم تخزين شحنتين من الحبوب في قبو «يوم القيامة» الذي أقيم في كهف أسفل جبل ناء في الدائرة القطبية الشمالية لتخزين تقاوي المحاصيل الزراعية العالمية، وتأمين الإمدادات الغذائية تحسبا لوقوع كارثة.


والهدف من هذا القبو الذي افتتح عام 2008 على إحدى جزر أرخبيل سفالبارد بالنرويج على مسافة 1300 كيلومتر من القطب الشمالي حماية تقاوي المحاصيل مثل الفول والأرز والقمح تحسبا لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة، ويحتفظ القبو بأكثر من 860 ألف عينة من جميع دول العالم تقريبا وحتى في حالة انقطاع التيار الكهربي من القبو فتظل العينات محفوظة في درجة حرارة التجمد 200 عام على الأقل. ويقع القبو على ارتفاع 100 متر تقريبا فوق مستوى سطح البحر، وعلى عمق 150 مترا داخل جبل جليدي.
وقالت سييرا مارتين، المتحدثة باسم صندوق المحاصيل، وهي منظمة تدير قبو سفالبارد، وتتخذ من بون مقرا لها «قبو البذور هو الاحتياطي للاحتياطي»، وقالت إن شحنتين ستصلان العام المقبل لكن التفاصيل لم تتضح بعد، وأضافت أن الشحنتين ستصلان «في مارس ومايو»، وحتى يتم الاحتفاظ بالحبوب فإنه قلما يتم فتح القبو.
وقد أدت الحرب الأهلية التي تدور رحاها في سوريا إلى سحب بذور لأول مرة من القبو في سبتمبر في أعقاب طلب من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا» الذي نقل في عام 2012 مقره من حلب إلى بيروت بسبب الحرب.
وطلب باحثون هذه البذور- ومنها عينات من القمح والشعير والمحاصيل الأخرى الصالحة للزراعة في المناطق القاحلة- لتعويض ما فقد من بنك للجينات قرب مدينة حلب السورية الذي دمر أثناء الحرب، وقالت مارتن «اضطر إيكاردا إلى نقل المجموعات الموجودة في سوريا إلى المغرب ولبنان، فيما ساعد القبو في استعادة هذه المجموعات».
ومعظم التقاوي في القبو ذات خواص مقاومة للجفاف التي يمكنها إنتاج محاصيل تصمد أمام ظروف تغير المناخ في المناطق الجافة من أستراليا وحتى أفريقيا.