حاول علماء بحث صفة الغش التي يتسم بها البعض، وخلصوا إلى أن الغش مرتبط بالخوف من ضياع فرصة أو مكسب معين. لكن متى بالتحديد يزيد استعداد المرء للغش؟ وهل يمكن الاحتفاظ بنفس الدرجة من الأمانة رغم الخوف من فقدان مكسب؟


الغش صفة يتسم بها البعض. لكن طبيعة الموقف نفسه قد تزيد من إمكانية التورط في الغش، لاسيما عندما يشعر المرء بأنه على وشك أن يفقد فائدة معينة. وحاول باحثون معرفة الدوافع وراء الغش بشكل علمي من خلال دراسة شارك فيها خبراء في علم النفس من جهات بحثية متعددة.


وخلصت نتيجة الدراسة، التي أجراها باحثون بكلية لندن للأعمال وجامعة كاليفورنيا وجامعة نورث ويسترن، إلى أن الأمانة هي الصفة التي تغلب على الإنسان، أو على الأقل عندما يكون أمامه العديد من الفرص. لكن هذه الصفة تتراجع كلما اقترب الشخص من فقدان فرصة أو جائزة معينة، وفقاً للنتائج التي نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية على موقعها الإلكتروني.


وراقب الباحثون سلوك 2500 شخص من خلال عدة اختبارات. وفي الاختبار الأول، طلب الباحثون من المشاركين في الدراسة إلقاء عملات معدنية ثم تخمين الجهة التي سقطت عليها وتسجيل عدد مرات التخمين الصحيحة والخاطئة على جهاز كمبيوتر، وأخبروهم بأن صاحب أكبر عدد من التخمينات السليمة سيحصل على جائزة مالية.


وحسب الباحثون النسبة المحتملة للإجابات الصحيحة والخاطئة، وخلصوا إلى أن النسبة يجب أن تكون في المتوسط 50 في المائة مع وضع نسبة للخطأ في الاعتبار، وهذا يعني أن الزيادة في هذه النسبة تعني أن بعض المشاركين قاموا بالغش في النتائج.


وأظهرت النتائج أن معدل الإجابات الأمينة كان مرتفعاً في بداية التجربة، أي عند وجود فرص أخرى، ولكنه بدأ في التراجع مع اقتراب التجربة من نهايتها.


وللتأكد من هذه النتائج، أجرى الباحثون اختباراً ثانياً، إذ أعطوا المشاركين سبع أو عشر مقالات وطلبوا منهم قراءتها وأخبروهم بأنهم سيحصلوا على مبلغ مالي يزيد كلما قل الوقت الذي يحتاجوه في قراءة كل مقال، وفقاً لتقرير "فوكوس". وتعين على المشاركين في الدراسة تدوين الوقت الذي احتاجوه في القراءة بعد الانتهاء من كل مقال. وكانت نتيجة هذا الاختبار أيضاً مطابقة للاختبار الأول، إذ زادت درجة الاستعداد للغش كلما اقترب الاختبار من النهاية.