هل حسن الخلق فطري في الإنسان أو مكتسب


قد يمن الله تعالى على بعض عباده بأن تكون أخلاقهم حسنة ومعاملاتهم طيبة من أصل طبعهم وجبلَّتهم كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبدالقيس رضي الله عنه :
( إن فيك خصلتين يُحبّهما الله ورسوله الحلم والأناة ) .
وفي رواية : أنه قال : يا رسول الله أنا أتخلّق بهما أم الله جبلني عليهما ؟ قال :
بل الله جبلك عليهما . قال :
الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبّهما الله ورسوله .
وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد جُبل على حسن الأخلاق حتى عرف بالصادق الأمين وقد استعرضت خديجة رضي الله عنها شيئا من أخلاقه عندما جاءها وقد اشتد عليه الوحي فقالت كما في صحيح البخاري وغيره :
كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتغيث الملهوف وتعين على نوائب الحق .

ولكن ليس معنى هذا أن الإنسان لا قدرة له على تحسين أخلاقه أو الترقي في سلم الأخلاق إلى الأفضل والأحسن ،
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار لما قدموا إليه يسألونه المال :
ماعندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يتصبر يصبِّره الله ، ومن يستغن يغنه الله .
وهذه الأمور إنما هي أخلاق وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من حاول أن يحصلها فسيعينه الله على تحصيلها .
قال الشاعر : هي الأخلاق تنبت كالنبات ### إذا سُقيت بماء المكرمات
وقال الآخر : يا أيها المتحلي غير شيمته ### ومن سجيته الإكثار والملق


عليك بالقصد فيما أنت فاعله ### إن التخلّق يأتي بعده الخلُق