يتواصل الأشخاص البالغون فيما بينهم بعدة طُرق، منها الحديث بالكلمات، الإشارة، أو حتى الدخان وإشارات موريس، ويعتقد الجميع أن أساليب التواصل تُكتسب بالتعلم ومع مرور الوقت، وأن الإنسان يتعلم الإشارة أولاً، ثم يبدأ فى تعلم الكلام، إلا أن باحثين من جامعة نورثويسترن، الأمريكية، اكتشفوا أن الرضع- فى عمر 6 أشهر- لديهم طريقة خاصة للتواصل. ففى تجربة جديدة، عمد الباحثون إلى إصدار أصوات غير مألوفة بالنسبة للرضع، وللقيام بذلك عرضوا على مجموعة من الأطفال فيديو قصيرا، تدور فيه محادثة بين شخصين، يتحدث الأول بالإنجليزية، فيما يُجيب الثانى بالصفير، بعد نهاية التجربة، بدأ العلماء فى قياس مدى إدراك الأطفال للفروق بين الصوتين وقياس مدى استجابتهم لتلك الاختلافات، فلاحظوا أن الأطفال تعلموا الاستجابة للصفير، ولم يتأثروا بالكلام، فقد تمكن الصغار من تصنيف الصافرات والتفاعل معها بعد أن عرضها عليهم الباحثون مرة أخرى، على عكس الكلمات، التى لم تنجح فى التأثير عليهم.


يعلم الجميع أن الكلام مع الصغار أمر هام، فالحديث إليهم يُعزز من قدراتهم على التواصل مع البيئة المُحيطة وينمى قدراتهم المعرفية ويحسن من حالتهم النفسية، ويرى الباحث بروك فيرجسون، المشرف على الدراسة، أن الرُضع يتعاطون مع صوت الصفير «كما لو كان كلمة»، ما يعنى ضرورة إضافة ذلك السلوك إلى وسائل التواصل مع الأطفال، مشيرًا إلى أن «الصفير وسيلة جيدة للتواصل مع الأطفال دون عمر الستة أشهر».