عودة


شهدت الإسكندرية تحسناً كبيراً فى حالة الطقس، الخميس، بعد موجة الأمطار التى ضربت المحافظة، وبدت شوارع المدينة أحسن حالاً والشمس ساطعة، وخلا طريق الكورنيش والشوارع الرئيسية من أى تراكمات للمياه، بعد أن نجحت القوات المسلحة فى كسح المياه أسفل الأنفاق وعلى الطرق الرئيسية، وعادت حركة المرور لطبيعتها بشوارع عبدالناصر وأبى قير وطريق الكورنيش، فيما لاتزال الأحياء الشعبية وبعض العزب والقرى تعانى من الآثار الناجمة عن النوة، بسبب تهالك شبكة الصرف الصحى وغرق عدد كبير من المنازل.


وسادت الشوارع سيولة مرورية، بعد إصدار سعاد الخولى، القائم بأعمال محافظ الإسكندرية، قراراً باعتبار الخميس إجازة رسمية بالمصالح والمدارس والجامعات الحكومية.
وأعلنت سلطات الميناء إعادة فتح البوغاز أمام حركة الملاحة البحرية، بعد وصول ارتفاع الموج إلى متر واحد، واعتدال الرؤية بما يسمح بدخول وخروج السفن للميناء بشكل آمن.
كان المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، أعلن صرف 75 مليون جنيه لتجديد شبكة الصرف الصحى، خلال الاجتماع الذى عقده مع محافظ الإسكندرية بالإنابة، الأربعاء، مشدداً على الاستمرار فى «تسليك الشنايش» وفتح المصبات المغلقة والتى تؤدى إلى تراكم المياه، إضافة إلى ضرورة توفير السيارات والمعدات اللازمة لشفط المياه، مطالباً بضرورة الانتهاء من توسعات محطة السيوف بالإسكندرية فى أسرع وقت لتصل طاقتها إلى استيعاب 800 ألف متر مكعب.
وفى السياق ذاته أسفرت موجة الطقس السيئ عن انهيارات جزئية بـ10 عقارات فى 7 مناطق بالإسكندرية، ما أسفر عن مصرع سيدة وإصابة أخرى وتلفيات بسيارتين، وتم إصدار قرارات بإخلاء السكان حرصاً على حياتهم، لحين عرض العقارات على لجنة المنشآت الأيلة للسقوط، فيما رفض بعض السكان الإخلاء لعدم وجود مكان يبيتون فيه فى ظل الأحوال الجوية السيئة.
من جانب آخر، وجد ممثلو مجلس النواب بالمحافظة أنفسهم أمام اختبار أزمة، ولم تمض سوى ساعات قليلة على تسلمهم كارنيه عضوية المجلس، وظهر غالبية النواب فى الشارع إلى جانب المواطنين كل فى دائرته فى اجتياز ذلك الاختبار الذى وصفوه بـ«التعجيزى» فى ظل ضعف البنية التحتية وغياب الإمكانات اللازمة لمواجهته.
ففى دائرة العامرية وبرج العرب، التى تعد الدائرة الأكثر فقراً وعشوائية بالثغر، تفقد نوابها الثلاثة رزق راغب ضيف الله وأحمد خليل خير الله، وأحمد الشريف، ممثلو حزب النور، المناطق المنكوبة بزاوية عبدالقادر، والهوارية، وبهيج والعقارية، وتولوا عملية التنسيق مع القوات المسلحة لتخفيف حدة الأزمة.
وكذلك كان الأمر فى دائرة الدخيلة التى يمثلها حسن خير الله، ومصطفى الطلخاوى، اللذان تجولا فى حى العجمى للوقوف على طبيعة المشكلات، خاصة أزمة انقطاع التيار الكهربائى وغرق المنازل فى الهانوفيل والبيطاش، بخلاف دائرة سيدى جابر وباب شرقى التى انخرط نوابها الثلاثة طارق السيد وحسنى حافظ وسمير البطيخى فى جولات تفقدية للمناطق المنكوبة بعزب المطار وحجازى منذ بدء هطول الأمطار.
واصطدم نواب المحافظة الجدد بواقع البنية التحتية الحالية للمدينة، خاصة فى الأحياء والشوارع الداخلية منها، واعتبروا أن الأزمة تفوق الاستعدادات والتجهيزات التى وضعتها الدولة لمواجهتها.
وقال المهندس طارق السيد، عضو المجلس عن دائرة سيدى جابر وباب شرقى، إنه على الرغم من قيام الأجهزة التنفيذية بعمل مضن فى التصدى للأزمة إلا أن حجم الكارثة يتطلب من المواطنين دوراً اجتماعياً مسانداً للأجهزة والمحافظة.