النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: إلى المتعطشين إلى نشر الفضائح
- 28-10-2015, 10:47 AM #1
إلى المتعطشين إلى نشر الفضائح
هل سمعتم بالخبر؟
إلى المتعطشين إلى نشر الفضائح
إنه خبر عاجل، فضيحة الموسم ..
شاعر مشهور يضبط في جريمة ..
مسؤول يقبض عليه في قضية..
ما يثير استغرابي حقا هو الإقبال الشديد والسباق المحموم على نشر الفضائح الأخلاقية من قبل بعض أفراد المجتمع في المجالس و المنتديات.
فلا تكاد تحدث فضيحة أخلاقية في المجتمع إلا وترى التسابق المحموم بين أغلب فئات المجتمع على نشر الخبر والتحدث عن تفاصيل الفضيحة وكأنها بشرى سارة والتعمد بشكل عجيب إلى الزيادة والافتراء والبهتان في كثير من الأحيان قبل انتهاء التحقيق ومعرفة ملابسات الحدث.
فالبعض يلوك الفضيحة بين شفتيه ويتحدث عنها بلذة غريبة وكأنه يأكل قطعة من الشوكلاته .
1)ما حكم تتبع فضائح الآخرين ونشرها؟
لا يجوز للمسلم أن يتتبع عورات الآخرين أو يخوض في أعراضهم، أو يشهّر بهم وبذكر أسمائهم دون مسوغ شرعي.
إن تتبع أخبار الناس والتجسس عليهم محرم ، كما قال الله سبحانه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ).
قال ابن حجر الهيتمي :
في الآية النهي الأكيد عن البحث عن أمور الناس المستورة وتتبع عوراتهم. اهـ
وصح عند الترمذي وغيره عن أبي برزة وابن عمر (رضي الله عنه) أن رسول الله
(عليه الصلاة والسلام)
صعد المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف رحله،
قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.
وقال (عليه الصلاة والسلام) في خطبته في حجة الوداع:
"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا" والحديث متفق عليه.
وصح عند أحمد وأبي داود عن سعيد بن زيد (رضي الله عنه) أن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال:
" إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق" . لماذا؟
لعل المتهم مظلوم فيرفع يديه إلى الله فيقصم ظهر من اتهمه، بل نقول: حتى لو ثبت أن المتهم وقع في الجريمة، فإنه لا يجوز لأحد أن يشهر به، فالتشهير أمر خطير وهو عقوبة مرجعها إلى الشرع، وليس لكل أحد .
بماذا تتكلم
لسنا محققين ولا قضاة، فليحفظ كل منا لسانه، وليعلم أن الله لن يسأله
لماذا لم تتكلم، إنما سيسأله بماذا تكلمت، ولماذا اتهمت ونشرت .. في موقف
عظيم، لا تغفر فيه مظالم الخلق وحقوقهم، انتبه، حقوق الخلق أعظم من الذنوب،
لأنها الديوان الذي لا يغفره الله تعالى، بل يقتص لأصحابها .
احفظ لسانك
فإن القضية قضية دين، والمسألة مسألة حسنات وسيئات . فحافظ على دينك، وأبقِ على حسناتك. واعلم أن كلامك سيدخل معك في قبر، وستحاسب عنه يوم حشرك، ورب كلمة لا يلقي لها صاحبها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً.
2)ما الذي يدفع بعض الناس إلى تتبع الفضائح ونشرها؟:
هناك عده أمور تدفع الناس إلى تتبع الفضائح.
أولها: العداوة والانتقام من الشخص المتهم، كأن يكون مخالفاً له في الدين
أو المذهب أو القبيلة أو الميول الرياضية أو بسبب بعض الخلافات الشخصية.
الثانى: الشماتة والسخرية بأصحاب المعاصي.الثالث : الفضول وحب الاستطلاع ومجالس القيل والقال ومنتديات الانترنت، ولاسيما في تتبع فضائح المشهورين.
الانترنت ونشر الفضائح
ولا شك أن وجود الانترنت له دور خطير في نشر الفضائح والإشاعات في المجتمع، مما يعطينا إشارة مهمة لخطورة هذه الوسيلة وضرورة حسن التعامل معها والحذر منها.
ولهذا أقول: إن أعظم آثم في هذه الفضائح هو من تولى كبرها، وقدح زنادها، وأضرمَ نارها، ولا سيما مواقع الانترنت الإخبارية التي ربما تنشر الفضيحة مع التلميح الذي هو شبه التصريح بأن الفاعل هو فلان.. وهذه المواقع والصحف الإلكترونية يجب محاسبتها وتعزيرها وكف شرها عن أعراض المسلمين وإن وقعوا في المعصية.
سؤال: على افتراض ثبوت المعصية، هل يجوز فضح العاصي والتشهير به؟
يفرق أهل العلم بين العاصي المستتر والعاصي المجاهر،
أما العاصي المستتر بذنبه فإنه مع وجوب معاقبته، فإنه لا يفضح ويشهر به، بل يستر عليه ويسعى في توبته وإصلاحه..
وأما العاصي المجاهر بالمعصية أو الذي ينشر الفساد بين الناس، فليس من المصلحة الستر عليه وقد فضح نفسه، بل المصلحة في التحذير منه علناً، ولا يعد هذا من الغيبة المحرمة. لأنه من باب التحذير من المجاهر،
كما قال الحسن البصري: أترغبون عن ذكر الفاجر؟ اذكروا بما فيه يحذره الناس.
قال ابن تيمية: "وهذان النوعان يجوز فيهما الغيبة بلا نزاع بين العلماء.
أحدهما :
أن يكون الرجل مظهرا للفجور مثل الظلم والفواحش والبدع المخالفة
للسنة فإذا أظهر المنكر وجب الإنكار عليه بحسب القدرة ...
النوع الثاني:
أن يستشار الرجل في مناكحته ومعاملته أو استشهاده ويَعلم أنه لا يصلح لذلك ;
فينصحه مستشاره ببيان حاله" اهـ.
4)ما الواجب على المسلم عند سماعه مثل هذه الإشاعات والأخبار؟
لو تلقيت خبراً سيئاً عن شخص معين من إنسان أو من جريدة أو مجلة أو إذاعة
أو تلفاز، أو صورة أو مقطع بلوتوث، وغيرها من الوسائل، الواجب عليك عدة
أمور:
1- أن تقدم حسن الظن بأخيه المسلم، وهو طلب الدليل الباطني الوجداني، كما
قال تعالى في حادثة الإفك:
(لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً). 2- أن تطلب الدليل الخارجي البرهاني:
(لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ).
وقد أمر الله تعالى بالتبين، وحذر من عاقبة عدم التروي والتثبت،
فقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ).
3- أن لا يتتحدث بما سمعه ولا تنشره، فإنه لولا الكلام بهذه الفضائح ما انتشرت،
كما قال تعالى:
(ولَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (عليه الصلاة والسلام)
قال: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"..
وصح عند أحمد وأبي داود عن حذيفة (رضي الله عنه) أن النبي (عليه الصلاة والسلام)
قال: " بئس مطية الرجل زعموا".
4- أن ترد الأمر إلى أولي الأمر، وهذه قاعدة عامة في كل الأخبار المهمة،
كما قال تعالى:
(وإذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ولَوْ رَدُّوهُ إلَى الرَّسُولِ وإلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ولَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إلاَّ قَلِيلاً).