ضربت أمطار غزيرة مصحوبة بفيضانات عارمة ولاية تندوف الصحراوية في الجزائر ، منذ 7 أيام، ما أسفر عن تهدم آلاف البيوت والخيام، وإجبار عشرات آلاف المواطنين الصحراويين على المبيت في العراء، فيما سارعت الحكومة إلى احتواء الموقف بتشكيل خلية أزمة لمساعدة المتضررين.



وأعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أن أمطاراً غزيرة وفيضانات أحدثت أضراراً كبيرة في 5 مخيمات تؤوي نحو 90 ألف لاجئ صحراوي في منطقة تندوف بالجزائر. وبدأت المفوضية وشركاؤها تقديم إسعافات إلى نحو 25 ألف شخص يشكلون 5 آلاف عائلة، بعدما أتت الفيضانات على مساكنهم.


وقالت المفوضية إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى إغاثة مرشح للزيادة مع استمرار الأمطار حتى اليوم الأحد، دون تسجيل سقوط أي ضحايا. وتواصل هطول الأمطار الغزيرة منذ 16 أكتوبر الماضي على منطقة تندوف بالجنوب الغربي الجزائري، حيث تتواجد مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ 4 عقود، وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول في جرف منازل اللاجئين الهشة المبنية من الطوب واقتلعت خيامهم، وملأت الطرقات، وأجبرت 50 ألف شخص على الأقل على المبيت في العراء بعد أن فقدوا كل منازلهم وممتلكاتهم. وسجلت محطات الرصد المحلية هطول كميات ضخمة من الأمطار تساقطت خلال 6 ساعات فقط، لتُسبب الفيضانات وتُلحق أضراراً مادية جسيمة بالممتلكات، وصاحبت العواصف والرعدية التي ضربت المنطقة رياح قوية وتساقط الثلوج، ما أدى إلى تهشم زجاج السيارات، وعملت فرق الإنقاذ على إجلاء المواطنين، الذين حاصرتهم السيول، إلى مناطق مرتفعة. وخلفت موجة الأمطار الغزيرة خسائر ضخمة.


وقال وزير الداخلية الصحراوي، حما سلامة، إن عدد المنازل المتضررة من هذه الأمطار الغزيرة يفوق 4400 وحدة، من بينها 2000 وحدة بمخيم الداخلة، وحوالي 2000 وحدة بالمخيمات الأخرى، وتم تدمير 711 منزلًا و639 خيمة بشكل كامل، فيما توقع تضرر كل مخيمات اللاجئين الصحراويين المبنية بالطين بفعل الظروف المناخية السيئة.


وقال إن الحكومة اتخذت إجراءات لمواجهة الأوضاع بتنصيب خلية أزمة تتشكل من مسؤولي كل الولايات عبر مخيمات اللاجئين الصحراويين لتصريف مياه الأمطار، وتوفير النقل داخل المخيمات، وضمان وصول المساعدات الغذائية، بعد أن طالت الأضرار المخازن المخصصة لها بفعل هذه الأمطار الغزيرة. وأطلقت قيادة جبهة «البوليساريو» نداء للمنظمات الدولية، لتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين، وكانت «ولايات الداخلة وأوسرد» الأكثر تضررًا بعد تهاطل الأمطار لمدة 7 أيام متتالية، وأكد الهلال الأحمر أن سكان المخيمات في حاجة إلى تدخل عاجل لتقديم مساعدات إنسانية من خيام، ومواد غذائية وأدوية، خاصة في ولاية أوسرد، التي تعرضت لخسائر مادية كبيرة في المنازل المبنية من الطين.