احترام الفروق الفردية



إذا كان لديك أطفالاً وتتوقع منهم أن يعملوا كفريق لابد أن يكون لديك أيضاً الفطنة التي تمكنك من إدراك أنهم يختلفون عن بعضهم تماماً، و أنه إذا حاولت أن تعاملهم بالمثل وأن تطبق عليهم نفس القواعد باستثناء قواعد الانضباط فلن تحصل إلا على تمرد أو فوضى، فأحدهم لا يمكن أن تطلب منه الإسراع في أي وقت كان ولا بأي وسيلة لأنك إذا دفعته إلى الأمام فسيتشبث بقدميه في الأرض ولا يتحرك، لا بد من إغرائه واستمالته و إغوائه بأن يكون أكثر سرعة وقد يكون لديك إبناً آخر لا بد من إبطائه على الدوام وعليك أن تحترم و تتصرف بناء على الفروق الفردية ويجب عليك ببساطة أن تراعي ذلك.

إن فريقك يشبه هذا المثال يمكنك أن تطلب من بعضهم الإسراع ولا تستطيع طلب ذلك من آخرين بعضهم، لابد من إبطاء أدائه بينما يتعين عليك أن تسرع من أداء آخرين بعضهم يأتي إلى العمل بابتسامة جميلة و آخرون من الأفضل عدم التعامل معهم في الصباح، وبعضهم يحسن التعامل مع التكنولوجيا بصورة مذهلة بينما لا يجيد ذلك آخرون وهكذا ترى كيف أن كل عضو في الفريق لديه شيء مختلف يقدمه للفريق و أن هذا الاختلاف هو ما يحقق التميز لفريقك.

بالنسبة لأبنائي إذا احتجت إتمام عمل بسرعة فإنني أعرف من أستدعي لذلك و إذا أردت شخصاً أبطأ و أكثر منهجية في التعامل فإنني أختار إبناً آخر.

لا يجب عليك أن تدع شخصاً يفلت من العقاب على شيء ما بحجة أنه مختلف، إلتزم بتنفيذ قواعد الانضباط لأن ذلك ينطبق أكثر على الطريقة التي تتعامل بها مع الفروق الفردية والطريقة التي تختار بها المهام، وكذلك الطريقة التي تتوقع أن تتم بها هذه المهام فكلنا مختلفون والحمد لله على ذلك فلو امتلأ العالم بأشخاص مثلي أعلم أنه سيكون عالما شنيعاً، وأن هذه الفروق الفردية هي ما تجعل فريقاً عظيماً يعمل كمنظومة واحدة عالية الكفاءة.





لنفترض أنك تدير فريقاً للمبيعات وكان معظم أفراده يتميزون بالأناقة الشديدة ولديهم لسان طلق ( مثلك تماماً ) ولكن أحدهم يفضل الملابس العادية ويميل للثرثرة أكثر مع العملاء إياك ألا تعتبره جزءاً من الفريق، عليك أن تقيمه من خلال النتائج التي يحققها إذا كان يحقق أهدافه ويحبه العملاء إذن ليحيا الاختلاف.

إن هذه الفروق الفردية هي ما يجعل فريقاً عظيماً يعمل كمنظومة واحدة عالية الكفاءة.