لم يرغب رئيس الحكومة الألبانية في تفويت الفرصة على نفسه وذهب شخصيًا إلى مطار تيرانا، الاثنين، لاستقبال لاعبي منتخب بلاده، الذين عانقهم فردًا فردًا عند خروجهم من الطائرة، في مشهد دلل على الفرحة الطاغية التي يعيشها هذا البلد الصغير في جنوب شرق القارة الأوروبية، بعد تأهلها لبطولة «يورو 2016» بفرنسا.

ورافق رئيس الحكومة الألبانية الألاف من مواطني ألبانيا لاستقبال الأبطال، بعد فوز منتخبهم «3-0»، الأحد الماضي، على أرمينيا، ليخطفوا بطاقة التأهل بعد احتلالهم المركز الثاني في المجموعة الثامنة من التصفيات الأوروبية.

«نادر وتاريخي وغير معقول»، كانت هذه هي الكلمات التي استخدمتها الصحافة المحلية في ألبانيا في صفحاتها الرئيسية لوصف إنجاز منتخب البلاد، كما أسهبت في مدحه بعد أن تمكن، للمرة الأولى في تاريخه، من الوصول إلى نهائيات إحدى البطولات الكبرى.

وكان الإنجاز الأكبر في التاريخ الذي تذوقته هذه الجمهورية الاشتراكية السابقة، الواقعة على سواحل البحر الأدرياتيكي، هو فوزها بما كان يسمى كأس البلقان عام 1946.

وقالت شبكة «توب تشانيل» التلفزيونية: «11 أكتوبر سيظل محفورًا في ذاكرة الشعب الألباني»، فيما قالت وكالة الأنباء الوطنية «أ.ت.أ»: «ألبانيا كتبت تاريخًا».

وبعد وصوله إلى المطار، نقل الفريق الألباني إلى ميدان «مادري تيريزا» الشهير بوسط مدينة تيرانان، حيث استمرت الاحتفالات هناك وتم بثها على الهواء مباشرة في كل أنحاء البلاد.

ومن جانبه، قرر الرئيس الألباني بوجار نيشاني تكريم جميع لاعبي المنتخب بقرار وطني رسمي، وقال: «لقد أثروا صورة ألبانيا والشعب الألباني في العالم كله وجعلونا نفخر كما لم يحدث من قبل».

واستغلت جماهير ولاعبي منتخب ألبانيا الاحتفالات للإشارة أيضًا إلى جيرانهم الصرب، الذين تجمعهم بهم خلافات ومواجهات تعدت المنافسة الرياضية.

وقال قائد منتخب ألبانيا لوريكا كانا: «يمكنهم شراء الجعة ومشاهدتنا عبر التلفاز».

يذكر أن المباراة التي جمعت بين ألبانيا وصربيا في بلجراد، قبل عام، قد ألغيت بسبب حدوث اضطرابات في المدرجات على خلفية إطلاق أحد الجماهير الألبانية طائرة إلكترونية في الهواء تحمل العلم الوطني لبلاده.

وتقابل البلدان، الخميس الماضي، مرة أخرى في مباراة انتهت بفوز صربيا بهدفين نظيفين، مما أثار العديد من الانتقادات التي توارت الآن إلى الظل بعد إنجاز التأهل الأوروبي.

ولكي تكتمل فرحة الجماهير الألبانية، احتلت صربيا المركز الرابع في المجموعة، متقدمة فقط على أرمينيا، صاحبة المركز الأخير.

وجاءت ألبانيا في المركز الثاني بعد البرتغال، فيما تراجعت الدنمارك إلى المركز الثالث.

ويبدو أن زمن اللعب أمام ألبانيا بالنظر إليها كـ «لقمة سائغة» أصبح جزءًا من الماضي.