كيفيه التعامل مع الجروح والشقوق الجراحية





بعد العملية الجراحية أو بعد حدوث تهتك أو تمزق، يقوم الطبيب بإغلاق الجلد مستخدماً الطريقة الأكثر ملاءمة لحالة المريض. ومع شفاء الجرح، يظهر عادة قدر قليل من الاحمرار والتورم في المنطقة. ويحس المرء ببعض الصلابة والسماكة في مكان الجرح. وبغض النظر عن الطريقة المستخدمة في إغلاق الجرح، فإن من الضروري التعامل مع الجرح أو التمزق تعاملاً لطيفاً. ويجب أن تظل الجروح بمعظمها، ما عدا الجروح التي يتم إغلاقها بالصمغ الجلدي، جافة مدة تتراوح من أسبوع إلى عشرة أيام، وذلك ريثما تجري إزالة المشابك أو الخيوط الجراحية. ويجب تجفيف الجرح على الفور إذا تعرض إلى البلل عن طريق المصادفة. ومن أجل الوقاية من الإصابة بالعدوى في موضع الجرح، يجب على المرء أن يغسل يديه بشكل كامل وأن يطلب من الأشخاص الذين لهم احتكاك معه بأن يفعلوا الشيء نفسه. وقد يستغرق وصول منطقة الجرح إلى مظهرها النهائي عدة أسابيع أو عدة أشهر.

مقدمة


يخضع الملايين من الناس للجراحة كل عام. يمكن أن تُغْلَق الجروح أو الشقوق بعدة طرق بعد إجراء عمليةٍ جراحية أو بعد حدوث تمزقات. إذا لم تتم العناية بالجروح فقد تتعرض للعدوى، مما قد يؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرة أحياناً. إذ تصاب الشقوق الجراحية عند ملايين الأشخاص بالعدوى، ويموت منهم الكثيرون. يستعرض هذا البرنامج التثقيفي الطرق المختلفة لإغلاق الجروح أو الشقوق الجراحية وكيفيَّة العناية بها خلال شفائها.

شفاء الجروح


بعد إجراء شق جراحي أو بعد حدوث تمزق لدى المريض، يغلق الطبيب الجرح متبعاً أفضل الطرق المناسبة. بعد إغلاق أيِّ جرح في الجلد، تتجه خلايا خاصة من الدم إلى المنطقة لمكافحة العدوى المحتملة. تؤدي هذه الخلايا إلى نموِّ نسيج جديد ويتشكل جسر جلدي ليغلق الشقّ الجراحي. وأثناء شفاء الجرح يحدث قدر ضئيل من الاحمرار والتورم بشكل طبيعي في المنطقة الجلدية للجرح. وعند جَسّ المنطقة تُلاحَظ سماكة وقساوة بسيطة في منطقة الشق الجراحي. ومع مرور الوقت تخف السماكة وتلين القساوة في منطقة الجرح. وقد تمر عدة أسابيع أو عدة أشهر قبل أن يأخذ الشق الجراحي مظهره النهائي. وينبغي على المريض أن يحرص على تغطية الشق الجراحي عند التعرض للشمس طيلة تلك الفترة. إذ يكون الجلد الحديث التكوُّن حساساً جداً، ويمكن أن يتعرض للحرق بسهولة عند التعرض لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى تشكل ندبة أشد سوءاً.

طرق إغلاق الشق الجراحي


يغلق الطبيب الجراح الكثير من الجروح بواسطة غرزات يجريها على أعماق مختلفة من الجرح. ويجري الطبيب الغرزة بخياطة حافتي الجرح معاً مستخدماً خيوطاَ خاصّة. قد يكون الخيط الذي يُستخدم في الغرزات قابلاً للامتصاص، وقد يكون غير قابل للامتصاص. فإذا كان الخيط من النوع الذي يتفكك ويمتصه الجسم، نقول إنه قابل للامتصاص. وإذا كانت الغرزات غير القابلة للامتصاص عميقة فإنها لا تُستَخْرَج من الجسم. يستخدم كثير من الجراحين مشابك من الأسلاك المعدنية لإغلاق الشقوق الجراحية. وقد يغلق الجراحون الشق الجراحي للجلد باستخدام غرزات قابلة للامتصاص يضعونها تحت الجلد تماماً فيتعذر رؤيتها. كما قد يستخدم الجراحون مع الغرزات القابلة للامتصاص شرائط لصق خاصة للحفاظ على التقارب بين حافتي الشق الجراحي. غالباً ما يغلق الجراحون الشقوق الجراحية بغرزات غير قابلة للامتصاص يضعونها تحت الجلد. وفي هذه الحالة يدخل الخيط غير القابل للامتصاص من أحد حافتي الجرح ويخرج من الحافة الثانية؛ وهكذا يمكن إزالة الغرزات بعد سبعة إلى عشرة أيام. كما يمكن استخدام شرائط لصاقة خاصة مع هذه الطريقة. وقد يغلق الجراح الشقَّ الجراحي أحياناً بواسطة الصمغ الجلدي. وهو مادة تشبه المعجون يميل لونها إلى الزرقة يضعها الطبيب فوق الشقِّ. والطبيب هو الذي يقرر الطريقة الأفضل لإغلاق كل شق جراحي على حدة.

العناية بالشق الجراحي


يجب أن يتعامل المريض مع الشق الجراحي أو التمزق بلطف، بصرف النظر عن طريقة إغلاقه. يجب أن لا يعمد المريض لمطّ الشق الجراحي أو لفركه بخشونة، أو تبعيد حوافه. عندما يغادر المريض المستشفى قد يكون الشق الجراحي لديه مغطى بغطاء واقٍ يدعى الضماد. ويتألف الضماد عادة من الشاش وفوقه شريط لاصق لتثبيته. ويجب المحافظة على جفاف الشقوق الجراحية، ما عدا الجروح التي تغلق بواسطة الصمغ الجلدي، لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام، الى أن تتم إزالة المشابك السلكية أو الخيوط. ويجب تجفيفها فوراً إذا ماتعرضت للإبتلال من غير قصد. إن الشقوق الجراحية التي يغلقها الطبيب الجراح بواسطة الصمغ الجلدي يمكن أن تترك دون غطاء، وأن تتعرض للابتلال أثناء الاستحمام. بالرغم من ذلك، فإن تجفيف منطقة الشق الجراحي بالكامل أمر بالغ الأهمية. بعد عشرة إلى أربعة عشر يوماً من استخدام الصمغ الجلدي يصبح الصمغ الجلدي لَيِّناً ويتحول إلى قشور. وعندها يسمح للمريض بحكِّه وتقشيره عن الجلد. أما المشابك السلكية والخيوط غير القابلة للامتصاص فينبغي أن تزال بعد مرور سبعة إلى عشرة أيام على إغلاق الجرح. ولا تسبب إزالة المشابك السلكية والخيوط غير القابلة للامتصاص عادة أي ألم. وفي كل الأحوال فإن الطبيب الجراح يخبر مريضه في ما إذا كان من الضروري تغطية الشق الجراحي، كما يخبره بالزمن اللازم لتغطيته. حين تُستخدَم الشرائط اللاصقة المعقمة لتقريب حواف الشقوق الجراحية، ولا تكون الغرزات ظاهرة على الجلد، يجب أن يبقى الجرح جافاً من أربعة إلى خمسة أيام. ويُمكن أن تكون الفترة اللازمة أكثر من ذلك أو أقل. ومع مرور الوقت، تلين الشرائط اللاصقة المعقمة وتتجعد، وعندها تصبح إزالتها ممكنة. إذ يجب أن لا تبقى هذه الشرائط أكثر من أسبوعين. وقد يسمح الطبيب الجراح لمريضه باستخدام شريط لاصق خاص، لتغطية الشق الجراحي أثناء الاستحمام. ويجب نزع هذا الشريط بعد الحمَّام وتجفيف الجرح بشكل شامل إذا وصل إليه الماء.

أسئلة


فيما يلي بعض الأسئلة التي قد يرغب المريض في توجيهها إلى الطبيب حول الشقوق الجراحية أو التمزقات:



  • ما هي الطريقة التي اتُّبعها الطبيب لإغلاق الشق الجراحي؟
  • هل ينبغي على المريض العودة لرؤية الطبيب مرة ثانية لنزع الغرزات أو المشابك السلكية؟





  • كم من الوقت يجب أن يبقى الشق الجراحي مُغطّى؟
  • هل يجب أن يبقى الجرح جافاً؟ إذا كان نعم، فكم من الوقت؟





  • إذا كان على المريض أن يعود لمراجعة الطبيب فمتى يجب أن يعود؟
  • هل هناك أي علامات أو أعراض خاصة ينبغي على المريض الانتباه إليها؟





ما الذي يجب على المريض أن ينتبه إليه


من الطبيعي أن تصبح منطقة الجرح متورمة ومحمرة خلال الأسبوع أو الأسبوعين الأولين من عملية الشفاء. ولكن يجب على المريض الاتصال بالطبيب في حالات:



  • الحمى.
  • خروج سوائل من الجرح.
  • ظهور كدمة شديدة حول الجرح.
  • الألم الشديد و الممض.





العناية الجيدة بالصحة العامة







إن العناية الجيدة بالصحة يمكن أن تقي من إصابة الشق الجراحي بالعدوى. وهناك خمسة نصائح عامة في هذا المجال:



  1. ينبغي على المريض أن يغسل يديه جيداً إذا لمس أي شيء غير نظيف. وغسل اليدين هام جداً بعد الخروج من المرحاض.





  1. ينبغي على المريض أن يطلب من كل من يقترب لملامسته أن يغسل يديه أولاً.





  1. ينبغي على المريض أن يقلع التدخين عن إذا كان مدخناً. فالتدخين يبطئ عملية الشفاء.





  1. ينبغي على المريض أن يطلب ممن يرغب بزيارته أن يؤجل زيارته إذا كان يعاني من المرض أو مصاب بعدوى، وينتظر حتى تتحسن صحته، إن أمكن.





  1. ينبغي على المريض أن يطلب المساعدة لإعادة تثبيت ضماد جرحه أو غطائه إذا أصبح رخواً.





الخلاصة


بفضل تقدم الطب، تتوفر اليوم عدة طرق لإغلاق الشقوق الجراحية والتمزقات بشكل يساعد على الإسراع في الشفاء ويساعد على تشكل ندبة أقل ظهوراً. يمكن أن يصاب الجرح بالعدوى إذا أهمل المريض العناية به. أما إذا تقيد المريض بتعليمات الطبيب مع اتّباع قواعد نظافة الجسم فإن المضاعفات، مثل التلوث والعدوى، تصبح نادرة جداً. ينبغي على المريض أن يطلب من طبيبه أن يعطيه تعليمات محددة تتعلق بالعناية بالشق الجراحي أو بالتمزق الحاصل لديه. كما ينبغي عليه أن لا يتردد في الاتصال بمقدم الرعاية الصحية إذا كانت لديه أي استفسارات أو إذا لاحظ علامات لإصابة الشق الجراحي بالعدوى.