العلاقة بين الشريكين داخل المنزل أمر معقد، فكل منهما يتأثر بالآخر بدرجة أكبر مما نتصور، وعندما يُصاب أحد الطرفين بتقلبات مزاجية يتأثر الآخر دون دراية.. فماذا لو تحول الأمر إلى اكتئاب؟


قال دكتور نبيل القط ، الاستشاري النفسي، خلال لقاء خاص مع برنامج «التفاح الأخضر » على قناة «إم. بي. سي»، إن على الشريك التأكد أولاً من أن شريكه مُصاب بحالة اكتئاب حقيقية تعدت فكرة التقلب المزاجي.
ووضع «القط» شروطا معينة أو أعراضا للتأكد من إصابة الشريك بالاكتئاب ، حيث أكد أن هناك ثلاثة محاور رئيسية تظهر عليها علامات الاكتئاب، أولها المحور السلوكي، مثل أن الشخص يفقد شهيته، ويفقد القدرة على النوم، أو يكثر من النوم بشكل مرضي، والانسحاب والعزلة الاجتماعية.
أما المحور الثاني الذي تبدو عليه علامات الاكتئاب، فهو المحور الفكري أو الذهني، فكيف أصبح يفكر الشخص المكتئب؟
وتظهر هنا بعض العلامات التي تؤكد إصابة الشريك بالاكتئاب مثل: عدم تقدير الذات، فقدان الأمل، قلة التركيز والتشتت، وربما يصل الأمر للتفكير في الانتحار وكثرة الحديث عن الموت.
والمحور الثالث والأصعب الذي تظهر من خلاله علامات الإصابة بالاكتئاب هو المحور الوجداني، فينتاب الشخص شعور بالحزن والقلق والغضب طوال الوقت، كما يفقد اهتمامه بالأشياء، مثل الاهتمام بالشريك وبالأولاد.
وقال «القط» إنه ليس من الضروري أن تظهر كل الأعراض السابقة على الشخص، بينما يكفي ظهور عرضين أو ثلاثة، بينما الأهم أن تؤثر على حياته بشكل يعرقلها، مثل التوقف عن العمل من أجل النوم.
وكان السؤال الأهم الذي وُجِّه لـ«القط» هو كيفية التعامل مع الشريك المكتئب؟
وأكد استشاري الطب النفسي أن الأمر لم يكن معقداً في كل الأحوال، فعلى الشريك إدراك أن االاكتئاب حالة تزول دون تدخل في 90% من الحالات، ولكن هذا لا يعني أن يقف أحد الشريكين في موقف سلبي تجاه الآخر.
وقدم «القط» 4 نصائح للتعامل مع الشريك المكتئب:
1- الإيمان بأن حالات الاكتئاب في أغلبها حالات تزول مع الوقت دون تدخل.
2- الاستمرار في الحياة، بمعنى إذا امتنع الشريك عن الأكل أواجه الحالة دون الانخراط فيها.
3- مساعدة الشريك في القيام بمهامه إذا أمكن، ومنحه الفرصة الكافية لاستعادة حالته الطبيعية.
4- عدم اللجوء للمواجهة المباشرة والصراخ دون جدوى.