ملخص متكامل عن الذبحة الصدرية




الذبحة هي ألم صدري أو انزعاج يحدث عندما لا تحصل عضلة القلب على الكمية الكافية من الدم. وأعراضها هي الشعور بشيء يشبه الألم الضاغط أو العاصر في صدرك، أو الشعور بما يشبه عسر الهضم، أو الشعور بألم في الكتفين أو الذراعين أو العنق أو الفك أو الظهر.


إن الذَّبحة هي عَرَض لمرض الشريان الإكليلي، وهو المرض القلبي الأكثر انتشاراً. وهو يحدث عندما تتشكل مادة لزجة تدعى (اللُّويحة) في الشرايين التي تمد القلب بالدم، مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى القلب.

وهناك ثلاثة أنواع من الذبحات: المستقرة وغير المستقرة والمتفاوتة. والذبحة غير المستقرة هي الأكثر خطورةً لأنها لا تخضع لأي نظام ويمكن أن تحدث من غير بذل أي جهد جسدي، ولا تزول بالراحة أو الأدوية، وهي علامة تشير إلى أن المريض موشك على التعرض لنوبة قلبية.

ليس كل ألم صدري أو انزعاج هو ذبحة. وفي حال وجود الألم الصدري يجب مراجعة الطبيب


مقدمة

الذبحة الصدرية هي ألم في الصدر والمنطقة المحيطة به، يحدث حين لا يحصل القلب على كمية كافية من الأكسجين.

يعاني ملايين الناس من الذبحة الصدرية. فإذا عرف الناس كيف يميزون الذبحة الصدرية ، وكيف يصلون إلى وقاية أنفسهم منها، فقد يعني ذلك بالنسبة لهم الفرق بين الموت والحياة.

يقدم هذا البرنامج المساعدة للناس على معرفة علامات الذبحة الصدرية، وأسبابها، والاختيارات المتاحة لهم لعلاجها، وكيفية الوقاية من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تكون الذبحة الصدرية أحد علاماتها.


الأعراض

يشعر معظم المرضى خلال الذبحة الصدرية بألم شديد في الصدر أو بضغط على الصدر. يمكن أن ينتشر هذا الألم إلى الذراعين والرقبة والظهر والفك السفلي.

يشعر بعض مرضى الذبحة الصدرية بعسر الهضم والغثيان.

وقد تسبب الذبحة الصدرية شعوراً بالثقل أو الشد في الذراعين والمرفقين والرسغين ولاسيما في الجانب الأيسر.

قد يكون التعب وضيق النفس من علامات الذبحة الصدرية أيضاً.

تحدث الذبحة الصدرية عادة حين يبذل الشخص جهداً جسدياً كبيراً لبضع دقائق. وتختفي الذبحة الصدرية حين يرتاح أو حين يتناول الدواء. وقد تحدث الذبحة الصدرية والمريض مرتاح.


تشريح القلب

القلب مسؤول عن ضخ الدم إلى أعضاء الجسم كلها. إنه عضلة شديدة التخصص عليها أن تعمل باستمرار دون توقف مدى الحياة.

يقسم القلب إلى جانبين أيمن وأيسر. وفي كل جانب من جانبي القلب حجرتان هما الأذينة والبطين. ويفصل بين كل حجرتين صمام متخصص يمنع الدم من العودة إلى الخلف.

يأتي الدم المشبع بالأكسجين من الرئة، ويدخل إلى الأذينة اليسرى. ويبقى الدم في الأذينة اليسرى إلى أن ينفتح الصمام المترالي وتتقلص الأذينة، وهذا ما يدفع الدم إلى البطين الأيسر. بعد ذلك يتم ضخ الدم إلى بقية أجزاء الجسم مروراً بالصمام الأبهري وعبر الأبهر، وهو أكبر وعاء دموي في الجسم.

بعد أن يعود الدم من دورانه في الجسم، يتجمع في الأذينة اليمنى. ومنها يضخ إلى البطين الأيمن من خلال الصمام مثلث الشرف ثم يذهب إلى الرئة عبر الصمام الرئوي.

في الرئة، يأخذ الدم الأكسجين ويعود إلى الأذينة اليسرى حيث تبدأ الدورة من جديد.

يحتاج القلب إلى إمداد مستمر بالأكسجين والسكر حتى يتمكن من أداء وظيفته. يحصل القلب على الدم الغني بالأكسجين عبر الشرايين التاجية التي تتفرع من الشريان الأبهر.

يتقلص القلب تلقائياً بطريقة شديدة التناسق. فهناك خلايا متخصصة في الأذينة تصدر التيار الكهربائي اللازم لتسبب تقلص الأذينة.

ينتقل التيار الكهربائي إلى البطينين عبر خلايا خاصة، وهذا ما يؤدي إلى تقلص البطينين بعد تقلص الأذينتين.


الأسباب

الذبحة الصدرية هي أحد علامات الداء الشرياني التاجي، وتحدث الذبحة الصدرية حين تنسد الأوعية الدموية التي تزود القلب بالأكسجين.

إن المواد الدهنية، التي تدعى اللويحة، يمكن أن تؤدي إلى تضيق في الأوعية الدموية المغذية للقلب. وهذا ما يسمى تصلب الشرايين.

يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى نقص في تدفق الدم والأكسجين إلى عضلة القلب؛ وهذا ما يسمى نقص التروية أو الإقفار. والذبحة الصدرية هي أحد أعراض نقص التروية، وكلما اكتشفت وعولجت في وقت أبكر كلما كانت فرص الشفاء أكبر.

يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية بسبب حالات مرضية أخرى تعيق تدفق الدم إلى القلب. إذ يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية بسبب شذوذ يصيب صمامات القلب أو اضطرابات في نظم القلب أو فقر الدم.


الذبحة والنوبة القلبية

قد يصاب أحد الشرايين التاجية بالانغلاق التام بسبب لويحة أو خثرة دموية. في هذه الحالة ينقطع وصول الدم إلى جزء من العضلة القلبية، ويؤدي انقطاع الدم عن الخلايا العضلية في المنطقة المصابة إلى تلف دائم فيها، وهذا ما يحدث في النوبة القلبية.

فعلامات النوبة القلبية شبيهة بعلامات الذبحة الصدرية، مع ثلاثة اختلافات رئيسية:


  1. فالألم أكثر شدة

  2. ويستمر الألم عادة فترة تزيد عن خمس دقائق

  3. ولا يخف الألم بتناول الدواء ولا بالراحة




يمكن أن تؤدي الذبحة الصدرية إلى نوبة قلبية إذا لم تعالج.


تشخيص الذبحة الصدرية

لكي يصل الطبيب إلى تشخيص سبب الألم الصدري والإحساس يالانزعاج، عليه أن يستمع إلى قصة المريض وسوابقه الطبية، ,ان يجري الفحص الطبي له.

وحتى يتأكد الطبيب من أن المريض مصاب بالذبحة الصدرية يمكن أن يطلب منه إجراء بعض الاختبارات. ويستخدم تخطيط كهربية القلب لتسجيل نَظْم القلب.

يمكن أيضاً إجراء تخطيط كهربية القلب مع الجهد للمريض. فخلال هذا الاختبار، يطلب من المريض أن يبذل جهداً على بساط متحرك أو على دراجة ثابتة، مع تسجيل تخطيط كهربية القلب أثناء ذلك. إن التغيرات التي تطرأ على تخطيط كهربية القلب تساعد الطبيب على معرفة ما إذا كان المريض مصاباً بداء الشريان التاجي.

إن تخطيط كهربية القلب غير مؤلم أبداً وليس له أي مضاعفات.

ونادراً ما تحدث مضاعفات خلال تخطيط كهربية القلب مع الجهد. إن الجهد الذي يبذله المريض أثناء هذا الاختبار يمكن أن يسبب له ذبحة صدرية، فإذا حدثت الذبحة الصدرية ينبغي على المريض أن يخبر الطبيب أو المساعد الطبي الذي يشرف على الاختبار. لكن العلاج الفوري متوفر دائماً إذا ظهرت أي مشكلة. يمكن إعطاء أدوية تسبب تسرع القلب للمرضى الذين لا يستطيعون الحركة، فتسرع القلب يحاكي بذل الجهد.

أما تصوير القلب بالإيكو فهو اختبار آخر يكشف بنية القلب ووظيفته. ففي هذا الاختبار يدرس الطبيب الصور التي توضح أداء القلب لوظيفته على شاشة الجهاز. إن تصوير القلب بالإيكو غير مؤلم أبداً.

هناك اختبار آخر يدعى المسح النووي، ويستخدم لدراسة وظيفة القلب. وفي هذا الاختبار يحقن الطبيب كمية قليلة من مادة مشعة في أحد أوردة المريض، ثم تقوم كاميرا بأخذ صور للقلب بحيث تظهر أجزاء القلب التي لا تحصل على ما يكفيها من الأكسجين أوضح من غيرها.

إذا أظهرت الاختبارات الأولية وجود انسداد في الأوعية الدموية للقلب فقد يوصي الطبيب بإجراء تصوير وعائي.

أثناء تصوير الأوعية، يدخل الطبيب أنبوباً دقيقاً، يدعى قثطرة، في شريان في أعلى منطقة الفخذ أو العضد. يدفع الطبيب القثطرة في الشرايين حتى تصل إلى القلب ويحقن صباغاً في الشرايين التاجية. ثم يأخذ صوراً بالأشعة السينية، إذ يمكن لهذه الصور أن توضح شرايين القلب المغلقة.

يتطلب تصوير الأوعية تخديراً موضعياً، وهو عادة إجراء لا يستدعي إدخال المريض في المستشفى، وهذا يعني أن المريض يذهب إلى بيته بعد انتهاء الاختبار.

نظراً إلى أن هناك أنواع مختلفة من الذبحة ومن أمراض القلب، فمن المهم أن يراجع المريض طبيبه حين يشعر بألم في الصدر، لمعرفة سبب هذا الألم.


علاج الذبحة الصدرية

بالنسبة لمن يعاني من الذبحة الصدرية ، قد يعطيه الطبيب نوعاً أو نوعين من الدواء لتخفيف الألم. وبعض تلك الأدوية تزيد من تدفق الدم إلى القلب، وبعضها يقلل من حاجة القلب إلى الأكسجين.

إن النتروغليسيرين يمكن أن يقي من الذبحة الصدرية، أو أن يوقفها، لأنه يسبب توسع الأوعية الدموية. وهذا ما يزيد من تدفق الدم إلى القلب ويخفف من عبء عمله. يمكن أن يؤخذ النتروغليسيرين على شكل حبوب أو لصاقات أو مراهم.

وهناك أدوية تخفض ضغط الدم وتبطئ سرعة القلب، وبذلك تخفف من حاجة القلب إلى الأكسجين. من هذه الأدوية حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم.

يمكن أن تقي الأدوية من حدوث الألم المرافق للذبحة الصدرية، ولكنها لا تعالج الداء الكامن الذي يسببها في الأوعية الدموية في القلب. ويمكن للمصابين بمرض الأوعية التاجية أن يقوا أنفسهم من تفاقم هذا الداء إذا اختاروا اتباع نمط أكثر صحة في حياتهم.

يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء عمل جراحي إذا كان انسداد الشرايين التاجية لدى المريض شديداً، أو إذا فشلت الأدوية في مساعدتهم. وخلال العمل الجراحي يمكن أن يقوم الطبيب بما يلي:


  • ضغط اللويحة على جدار الشريان

  • إزالة اللويحة

  • تجاوز الشرايين المغلقة باستخدام وعاء دموي يؤخذ من الطرف السفلي للمرض.





النتروغلسيرين

تستخدم حبوب النتروغليسيرين لتخفيف ألم الذبحة الصدرية بسرعة. فإذا وصف الطبيب لمريضه النتروغليسيرين يتوجب على المريض اتباع الخطوات التي ستذكر في الصفحات القليلة التالية إذا ما أصيبوا بالذبحة الصدرية .

على المريض أن يجلس ويستريح. فإذا استمر الألم لديه، عليه أن يضع حبة نتروغليسيرين تحت لسانه، وأن يتركها تذوب بالكامل. إذ لن يكون مفعول الحبة سريعاً إذا ما ابتلعها المريض بدلا من تركها تذوب تحت لسانه.

أما إذا استمر الألم الصدري لدى المريض أكثر من خمس دقائق فينبغي على المريض الاتصال بالطبيب أو طلب سيارة الإسعاف على الرقم 997، فقد يكون مصاباً بنوبة قلبية. وقد يطلب العاملون في الإسعاف من المريض أن يتناول حبة أسبيرين، إذا لم يكن لديه سبب صحي يمنعه من ذلك. وعلى المريض أن يتذكر أن يتصل بالإسعاف قبل أن يتصل بأي صديق أو بأي فرد من أفراد عائلته.

وقد يزود الطبيب مريضه بتعليمات أكثر تفصيلاً عن الأدوية التي يستعملها. وقد يزوده أيضاً بدواء على شكل بخاخ بدلاً من الحبوب. وقد يوصي الطبيب مريضه باتباع خطوات مختلفة عن الخطوات المذكورة في هذا البرنامج.


الوقاية من الذبحة الصدرية

إن الأدوية والجراحة لا تشفي داء الشريان التاجي. فإذا لم يلتزم المريض بنمط حياة صحي فسوف يتفاقم انسداد الشرايين حتى يؤدي إلى حدوث النوبة القلبية التي قد تكون قاتلة.

فيما يلي أهم عشر نصائح من أجل الالتزام بنمط حياة صحي يمكن أن يحسن حالة القلب.

1. لا تدخن

2. كن نشطاً من الناحية الجسدية، لكن تحت إشراف الطبيب.

3. تناول طعاماً صحياً متوازناً غنياً بالألياف قليل الدسم.

4. تحقق من مستوى الكولسترول في الدم. واضبطه إذا كان عالياً.

5. افحص ضغط الدم بشكل منتظم واضبطه إذا كان عالياً.

6. خفف وزنك إذا كان وزنك زائداً.

7. مارس التمارين الرياضية باستمرار.

8. افحص مستوى السكر في الدم واضبطه إذا كان عالياً.

9. خذ كفايتك من النوم ليلاً.

10. تعامل مع التوتر النفسي في حياتك بشكل صحيح.

إذا كنت تعاني من الذبحة الصدرية أو أي مرض قلبي آخر فعليك أن تستشير طبيبك قبل البدء بأي برنامج رياضي أو برنامج لتخفيف الوزن.


خلاصة

إن داء الشريان التاجي هو أكثر الأمراض فتكاً بالبشر، والذبحة الصدرية هي أحد أكثر أعراض هذا الداء شيوعاً. إذا لم يعالج داء االشريان التاجي فإن الانسداد يمكن أن يزداد ويؤدي إلى نوبة قلبية قد تكون قاتلة.

من المهم أن تعرف الفرق بين علامات الذبحة الصدرية وعلامات النوبة القلبية. يجب أن تعالج النوبة القلبية فوراً بالاتصال مع الإسعاف.

ثمة أدوية تخفف ألم الذبحة الصدرية . ولكن مكافحة داء الشريان التاجي قد تحتاج إلى الأدوية وربما إلى الجراحة. غير أن الأمر الأهم هو الالتزام بنظام حياة صحي.