كيف تقوي جهاز المناعة لديك ....




عند دخول أي جسم غريب إلى جسم الإنسان - سواء أكان خلايا بكتيرية أم مكونات أو إفرازات ميكروبية أو حتى شريحة من الخشب - فإن قوات الدفاع الداخلية المتمثلة في خلايا الدم البيضاء الملتهمة يتم توجيهها إلى مكان الجسم الغريب، حيث تتجمع وتحاول أن تلتهم هذا الميكروب أو الجسم الغريب وتخلص الإنسان منه.

فإذا كان هذا الجسم الغريب بروتيني التكوين؛ فإنه يعمل كمولد ومحفز للجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة عن طريق تنشيط الخلايا الليمفاوية المناعية في الجسم لإنتاج هذه الأجسام المضادة بتحوير خاص لأجزاء من بروتين بلازما الدم لمهاجمة الجسم البروتيني الغريب ، وتخليص جسم الإنسان منه، وذلك بمعادلته وإلغاء فعاليته بالاتحاد به وبأذرعه الجانبية الفعالة، أو بالامتصاص على سطحه وتجميعه، ليكون فريسة سهلة لخلايا الدم البيضاء الملتهمة.
وإذا دخل البروتين الغريب نفسه - أو الميكروب - في الجسم مرة أخرى فإن الذاكرة المناعية تتعرف على هذا البروتين أو الميكروب الغريب، وتعمل الأجسام المضادة الخاصة به على الاتحاد معه وإزالته.

المناعة والغذاء:

المناعة أمر مهم جدًا ليس للوقاية من المرض فحسب، بل أيضًا لنجاح العلاج والشفاء من المرض بوقت أسرع، وباختيار الغذاء الصحيح المناسب يكون بالإمكان تقوية أجهزة الدفاع الطبيعية في الجسم وتسهيل انسيابية العلاج وتأمين نتائج إيجابية له.
ففي المعهد الوطني للسرطان بأمريكا وجد أن 35% من أمراض السرطان ترتبط بالتغذية، وفي النساء ترتفع هذه النسبة إلى 50% (سرطان الثدي له علاقة كبيرة بتناول الدهون والغذاء فقير الألياف)، وعندما نضيف أنماطًا حياتية أخرى مثل التدخين وعدم ممارسة الرياضة تصبح الخطورة أكثر، وربما ترتفع 85% .

ويقدم خبراء التغذية عدة نصائح من أجل التمتع بجهاز مناعي قوي، وبالتالي صحة جيدة وعافية مديدة:

1) تناول كمية وافرة من الفاكهة والخضراوات يوميًّا:
بينت عدة دراسات انخفاض احتمال الإصابة بسرطان الرئة، والبروستاتا، والمثانة، والمرئ، والمعدة؛ بتناول غذاء يحتوي على كمية كبيرة من الفاكهة والخضراوات مثل: سلطة الطماطم، والبطاطا، والخضراوات الورقية الداكنة الخضرة والصفراء، فهي أغنى المصادر بالعوامل النباتية الواقية من المرض والتي تسمى الأغذية المقاومة، لذا اختر أكبر كمية من غذائك من مصادر نباتية تتضمن الحبوب والخضروات في كل وجبة، وبالأخص الحبوب الكاملة، واختر البازليا والبقوليات كبديل للحوم.

2) احذر الأغذية الغنية بالدهون: الغذاء الغني بالشحوم - خصوصًا اللحوم - يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بالسرطان؛ خصوصًا سرطان القولون والمستقيم والبروستاتا والرحم، لذا اختر أغذية قليلة الدهون مع الإكثار من الفاكهة والخضروات والحبوب والبقوليات، واختر مشتقات الألبان الخالية من الدسم أو قليلة الدهن.
وعندما تختار اللحوم اختر شرائح بدون دهن أو مسلوقة أو مشوية أو أسماك أو دواجن بدلاً من اللحوم المقلية.

3) تناول الثوم:
فهو منشط فاعل لجهاز المناعة، وعلى كل ربة منزل أن تضيفه إلى طعامها سواء في السلطات أو أثناء طهيها للطعام، كما أنه متوافر أيضًا في صورة حبوب أو كبسولات بنسب متباينة ومختلفة وبعضها نزعت منه الرائحة دون أن تتأثر خواصه الطبيعية، فضلاً عن أن الثوم يفرز أبخرة تساعد على تسهيل التنفس ومواد تقاوم الفيروسات والفطريات.

4) تناول المواد المغذية لجهاز المناعة وأهمها:



· فيتامين " C " الذي يؤدي إلى أكثر من اثني عشر دورًا أساسيًّا في تعزيز جهاز المناعة، منها القدرة على زيادة إنتاج مضادات الأجسام وتسريع معدل نضوج خلايا المناعة. يوجد فيتامين " C " بتركيز كبير في الموز والفاكهة الحمضية والكيوي والخضروات الخضراء.
· بيتا - كاروتين: الذي يتحول إلى فيتامين "a" في الجسم، فإنه يساعد في حماية جهاز المناعة من الأثر المخرب للشوارد الحرة ويساعد في تعزيز جهاز المناعة.
ومن الأطعمة الغنية بالبيتا-كاروتين الفواكه والخضار الصفراء والخضراء.
· الزنك: فهو أساسي لإنتاج خلايا المناعة، وقد أثبتت الدراسات أن مستويات الزنك المنخفضة في الجسم تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة.
هذا بالإضافة إلى حامض الفوليك (يوجد في الخضروات ذات الأوراق الخضراء)، وفيتامين "e" (يوجد في الخضروات ذات الألياف الخضراء - صفار البيض - الكبد - الحنطة)، والسلينيوم (يوجد في الثوم - البقوليات - السمك - الأسبرجس)

5) كن نشيطًا وحافظ على وزن معتدل:
الرياضة البدنية إحدى وسائل الوقاية بين بعض الأمراض السرطانية.. على الأقل نصف ساعة من نشاط معتدل معظم أيام الأسبوع، أمر ينصح به للحفاظ على الصحة.. فالرياضة تنشط صحة الأمعاء وتقلل من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا للرجال والثدي للنساء.. كما يجب تجنب القلق والإرهاق في العمل ،والحصول على قسط وافر من النوم .



معلومات مهمة عن الفيتامين

الفيتامينات مركبات كيماوية طبيعية تتوفر بصورة طبيعية في الفواكه والخضروات، واللحوم والحبوب وبقية الأغذية، ويحتاجها الجسم لأداء وظائفه والحفاظ على صحته. وعندما يعاني الجسم من نقص الفيتامينات يبدو ضعيفاً، بينما يكون في أتم تألقه ونشاطه عندما يحصل على كفايته منها. ويفترض أن يحصل الجسم على حاجته من الفيتامينات من الغذاء اليومي ما لم تكن هناك بعض الظروف التي تستدعي الاستعانة بالفيتامينات الصناعية المحضرة بصورة حبوب وكبسولات وأشربة، ومن هذه الظروف (المرض الشديد، ممارسة الرجيم، الشيخوخة، الحمل)، ففي مثل هذه الظروف يحتاج الإنسان إلى الاستعانة بحبوب الفيتامينات لتسد النقص الحاصل لديه.
كما أن هناك فروق أساسية بين الفيتامينات والمعادن الطبيعية التي تحصل عليها من الغذاء، وبين تلك الصناعية التي تباع على شكل حبوب وأشربة وكبسولات. فالغذاء يحتوي على نسب طبيعية محددة من الفيتامينات، ومهما تناول الإنسان من الغذاء فانه لا يمكن أن يصل إلى درجة التسمم بالفيتامينات إلا في حالات استثنائية نادرة كأن يتناول كميات هائلة من الكبد مثلاً فيصاب بالتسمم بفيتامين A الموجود في الكبد.
والمعروف علمياً أن الفاكهة والخضار والحبوب واللحوم تحتوي على نسب طبيعية محسوبة من الفيتامينات لا يمكن أن تكون ضارة بالإنسان.
أما الفيتامينات التي نحصل عليها من الحبوب والكبسولات والمقويات فهي فيتامينات صناعية تختلف عن الفيتامينات الطبيعية الموجودة في الغذاء، ولذا يظل من الأفضل دائماً أن نحصل على الفيتامينات من مصادرها الغذائية الطبيعية بدلاً من الحبوب. وفي حالة الاضطرار إلى الاستعانة بالفيتامينات الصناعية فانه من المهم الاستعانة بأنواع جيدة مضمونة لا تحتوي على شوائب وإضافات غير معروفة.
متى يستعان بالفيتامينات الصناعية ؟متى يستعان بالفيتامينات الصناعية ؟


إن غذاء الإنسان كفيل بأن يمده بما يحتاج من الفيتامينات بشرط أن يكون غذاء منوعاً متكاملاً وطازجاً. أما إذا لم يتوفر الغذاء على هذه الشروط، فان الإنسان قد يحتاج إلى الحبوب والمقويات والأشربة لتعويض النقص في الفيتامينات. ولكن هناك شروط وحدود في تعاطي الفيتامينات الصناعية أو الكيماوية، حيث أن تلك الفيتامينات تُشترى عادة من الصيدليات من دون وصفة طبية مما يعني إمكانية شراء كميات كبيرة منها وبالتالي العرض للتسمم.


والفيتامينات نوعان


- نوع يذوب في الشحوم، أي أنه قابل للخزن في شحوم الجسم، مما يجعل الإنسان معرضاً لخزن كميات كبيرة منه في جسمه قد تصيبه بالتسمم، ومن هذه الفيتامينات A، E، D، K. ويعتبر كل من فيتامين D، A الأكثر خطورة على الإنسان عند خزن كميات غير طبيعية منها في شحوم الجسم، فكثرة فيتامين A تسبب تشوهات للجنين إذا كانت المرأة حاملاً، كما تسبب جفافاً في البشرة علماً بأن هذا الفيتامين مفيد وضروري للبشرة بالكميات الطبيعية. أما فيتامين D فان التسمم به من كثرة استهلاكه يؤثر على شكل العظام وتكوينها أي على نظام الحرق في العظام وهو ما يسمى بالميتابوليزم، أما مادة البيتاكاروتين وهي توجد بكثرة في الجزر وتتحول في الجسم إلى فيتامين A فان الإكثار منها سيجعل لون البشرة برتقالياً.

- والنوع الثاني من الفيتامينات هو الذي يذوب في الماء، أي أن الجسم يتخلص منه مع البول ولا يختزنه مهما حرصنا على تناوله بكميات كبيرة، وتضم هذه المجموعة فيتامينات C ومجموعة فيتامين B، وحامض الفوليك، وغيرها. فعندما نتناول كميات كبيرة من الحمضيات على سبيل المثال، فان الجسم لا يحتفظ بالفائض من فيتامين C الموجود فيها، بل يطرحه من خلال البول، ولذا نحتاج إلى تعويض مستمر للفيتامينات الذائبة في الماء.


من يحتاج لأي من الفيتامينات ؟

1. الحوامل والمرضعات: تحتاج المرأة خلال فترة الحمل والرضاعة الى كميات إضافية من جميع الفيتامينات والمعادن لاسيما ما يلي: (حامض الفوليك، حديد وكالسيوم) وذلك بعد استشارة الطبيب طبعاً.
2. النساء اللواتي يتعاطين حبوب منع الحمل: تتسبب حبة منع الحمل المأخوذة عن طريق الفم إلى خلل في التوازن الغذائي في الجسم، نظراً لإخلالها بطريقة حرق بعض العناصر الغذائية. وتحتاج المرأة في هذه الحالة إلى الفيتامينات التالية (مجموعة فيتامين B ولاسيما B6 – C- E – معدن الزنك).


3. النباتيون: يفتقر النباتيون إلى الفيتامينات والمعادن الموجودة عادة في اللحوم ولذا فهم يحتاجون إلى (فيتامين B12 – حامض الفوليك- الحديد – الزنك) وإذا كانوا لا يتناولون الحليب والبيض باعتبارها منتجات حيوانية، فهم بحاجة إلى فيتامين D بالإضافة إلى الكالسيوم للمحافظة على سلامة أسنانهم وعظامهم.


4. المدخنون: يتميز المدخنون بانخفاض مستوى الفيتامينات والمعادن المضادة للأكسدة في أجسامهم، ولذا فعليهم تناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضر يومياً، أو تعاطي الفيتامينات التالية (B,C,E المركب- ومعادن السيلينيوم والمنجنيز والزنك والحديد والمغنسيوم، بالإضافة إلى البيتاكاروتين الذي يتحول إلى فيتامين A.


5. الممارسون للرجيم: الريجيم يعني الامتناع عن الأغذية مرتفعة الشحوم بالدرجة الأولى، ولذا فهم بحاجة إلى الفيتامينات المخزونة في الشحوم مثل فيتامين A، E، D، K بالإضافة إلى الكالسيوم، والكروميوم (يوازن سكر الدم) ومجموعة فيتامينات B التي تساعد على تحرير الطاقة من الغذاء لدعم نشاط الجسم، وفيتامين C نظراً لأنه يتعرض لنقص شديد بعد أسابيع من الرجيم.


6. المعرضون للإجهاد: أصحاب الأعمال الشاقة والتي تحتاج إلى مجهود زائد يحتاجون إلى التعويض بتناول غذاء منوع وطازج، خلال ساعات العمل، ويمكنهم الاستعانة ببعض الفيتامينات مثل A,C والبيتاكاروتين والسيلينيوم والزنك لتقوية جهاز المناعة ومنع التعرض للأمراض، بالإضافة إلى فيتامينات B للمحافظة على الجهاز العصبي ولإنتاج الطاقة من الغذاء في الجسم.