الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، والحكمة منها عظيمة وهي إطعام الأهل والأقارب والفقراء والتوسعة عليهم وإدخال السرور إلى قلوبهم، لذا حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نطعم أهل بيوتنا من الأضحية وأن ننتفع بها، وكذا نوزع جزء منها على الأقارب والأصدقاء كنوع من المودة وصلة الرحم التي تألف القلوب، وكذلك لا ننسى حق الفقراء والمحتاجين والمحرومين فلهم نصيب كذلك من الأضحية.


وتقسيم الأضحية بأنصبة معلومة لم يرد فيه نص صريح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحددها، لكن المستحب كما قرر الفقهاء بعد أن تدبروا وتأملوا هو تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء متساوية جزء لبيت المضحي وثلث للأقارب والأصدقاء، وثلث أخر للفقراء والمساكين والمحتاجين.


مع هذا يجوز للمضحي أن يقسم أضحيته كيفما شاء، فله أن يأخذ لنفسه نصفها أو ثلاث أرباع الأضحية، وله كذلك أن يهدي أغلبها للأهل والأصدقاء أو يتصدق بها كلها أو جزء منها. ولكن يجب عليه أن يتصدق ولو بجزء يسير منها على الأقل، لأن الله تعالى قال: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالمُعْتَرَّ). والقانع هو: السائل، والمعتر: هو الذي يعتريك أي: يتعرض لك لتطعمه دون أن يسأل.


ويجب أن أنبه على أمر مهم في شأن الأضحية، وهو أنه لا يجوز أن يبيع المضحي شئ من الأضحية حتي شعرها وجلدها وكذلك يحرم إعطاء الجزار منها شئ على سبيل الأجرة، ولكن يمكن اعطائه كهدية، لحديث الإمام علي رضي الله عنه: "قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقوم على بدنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأحلتها وأن لا أعطي الجزار منها قال نحن نعطيه من عندنا".