تسود حالة من الهدوء الشارع الجديد بمنى، عقب حادث التدافع للوصول إلى جسر الجمرات لرمي جمرة العقبة الكبرى الذي وقع صباح الخميس.


ولاحظ موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى منى قبل قليل، عدم تواجد حجاج في الشارع، ومواصلة سيارات إسعاف انتشارها لإنقاذ المصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة من المكان، وتواجد سيارات وقوات الدفاع المدني لإرشاد الحجاج إلى الأماكن البديلة واستخدام رشاشات المياه المبردة لتخفيف حرارة الجو وتوزيع زجاجات مياه على الحجاج المتواجدين بالمكان، إلى جانب تغيير المسارات في بعض الشوارع المحيطة بالشارع الجديد لتخفيف حدة الزحام وتوعية الحجاج بالأماكن البديلة وإمكانية الرجم على طول اليوم حفاظا على حياتهم.
كما رصد موفد «أ. ش. أ» قيام بعض المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني والحجاج بتوزيع المياه على الحجاج للتخفيف من حرارة الشمس، واستضافة مخيمات الطوافة بالشارع الجديد، الحجاج من مختلف الجنسيات الذين تصادف وجودهم بالشارع أثناء واقعة التصادم وتقديم الوجبات والمياه لهم ومساعدتهم لإرشادهم إلى أماكن تواجدهم، وتوزيع الكمامات على الحجاج.
ويتواجد موفدو بعض البعثات النوعية بالشارع الجديد الآن لمتابعة الحجاج المصريين المقيمين بالشارع والاطمئنان عليهم وإرشاد التائهين منهم لأماكن تواجدهم وتقديم العون السريع لهم، كما يلتقي وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج الرسمية الدكتور محمد مختار جمعة، في وقت لاحق اليوم مع رؤساء البعثات النوعية للتعرف على آخر التطورات بشأن حادث التدافع والتأكد من عدم وجود حجاج مصريين بينهم.
بدوره، أكد الدكتور هشام عطا، رئيس البعثة الطبية المصرية - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أنه لم يتلق حتى الآن أية معلومات بشأن تواجد متوفين مصريين بالحادث، وأنه يتابع مع أطباء البعثة المتواجدين في منى وبغرف العلميات التي تم تشكيلها عقب الحادث لمتابعة أحوال المصريين، وأنه شدد على الحجاج المصريين بالالتزام بالكمامات والابتعاد عن اماكن التزاحم والاستفادة من الرخصة الشرعية برمي الجمار طوال اليوم وليس في وقت محدد حفاظا على حياتهم.
وناشد علماء الأوقاف وجامعة الأزهر والإفتاء المرافقين للبعثات النوعية الثلاثة للحجاج المصريين الاستفادة من رخصة رمي الجمرات طوال اليوم من وقت الفجر وحتى الفجر التالي وعدم التزاحم في أوقات بعينها حفاظا على حياتهم، مؤكدين أن الدين يسر وليس عسرا، وأنه بالوقوف بعرفة أمس تحقق الركن الأساسي في الحج، وأن تمسك غالبية المصريين بهذا التيسير ساهم في حمايتهم ولله الحمد من التواجد وقت وقوع الحادث قبيل الظهر.
كانت الدقائق الأولى لوقوع الحادث بالشارع الجديد، وفق ما قاله شهود عيان، شهدت تدافعا كبيرا بين الحجاج باتجاه جسر الجمرات وتواجد بعضهم بشكل عكسي فوقع بعضهم مع شدة الحر وحرص الجميع على سرعة الوصول لرمي جمرة العقبة الكبرى ثم التقصير أو التحليق ليتموا الإحلال الأصغر من الإحرام حتى أداء طواف الإفاضة.