إذا ما ذهبت للغطس وحاولت إحدى أسماك القرش الإمساك بك، فقد يصيبك الرعب منها إن لم تكن تشعر به بالفعل. أما مصور أسماك القرش الشهير، جون بانتين، فهو أكثر تفاؤلاً من ذلك بكثير.



ولإزالة مفاهيم خاطئة مثل هذه، قام الغطاس ومصور أسماك القرش «جون بانتين» بتوثيق سيرته المهنية في كتابه المعنون «عضات أسماك القرش: حكايا من الغطس مع مخلوقات غريبة وجميلة»، حسبما أفاد موقع «بي بي سي».
ويأمل «بانتين» أن يغير الناس من سلوكياتهم تجاه أسماك القرش، مثلما عمل هو طيلة السنوات العشر الأولى من عمره المهني، «عبر السنين، وبينما كانت معرفتي عنها تزداد، أدركت أن أسماك القرش ليست حيوانات مفترسة بدون بصيرة، تلك صورة تحاول وسائل الإعلام أن نكوّنها عنها».
الفكرة الأولى التي كوّنها عن تلك الأسماك عندما بدأ عمله، هي «إذا نزلت إلى البحر ورأيت سمكة قرش، يجب عليك أن تخرج من الماء على الفور».
هناك حقيقة معروفة وهي وجود أكثر من 500 نوع من تلك الأسماك، وكل نوع له عاداته المميزة في التغذية، رغم ذلك، وحسب «بانتين»، السلوك المتعارف عليه هو أن «أسماك القرش تظل أسماك قرش مهما حصل».
إن سمكة القرش في ذهن معظم الناس هي عادة 'القرش الأبيض الكبير'، وهو النوع الذي سجل أكثر حالات الهجوم على البشر.
وقد تبيّن لـ«بانتين» وغيره، أن هناك اختلافات عميقة بين أنواع أسماك القرش، يختلط الأمر على أنواعٍ محددة منها فقط، فتعتبر البشر طريدة لها وتحاول افتراسهم.
رغم أخذ هذا بعين الاعتبار، فإن أسماك القرش تشكل خطراً حقيقياً، يقول «بانتين»: «إنها ليست جِراءً لطيفة. يجب عليك أن تراعيها وتقدرها».
تعرّض «بانتين» مرتين إلى هجوم من أسماك القرش البَبرِي. «لحسن الحظ، وفي الحالتين، عضت (الأسماك) خزان أوكسجين الغطس وليس بدني. عندما تكون تحت سطح الماء وتحس بضربة، ستأمل أنك لن تنزف دمًا كثيرًا».
في أكثر الحالات، يدرك سمك القرش أنه لم يصطد فريسة وسيتركها، يقول «بانتين»: «في تسعينيات القرن الماضي، اعتقدتُ أنني نجوت من هجوم لسمكة قرش. تخلصت فقط من رؤيته لي. لاحقاً، وددت التلذذ بتلك الفرص المتاحة لكي ألتقط صورًا».
وأوضح أن هجوم أسماك القرش قد يثيره الصيادون بجرهم لأسماك ميتة أو جريحة في مياه البحر، حيث يؤدي جرّ هذه الأسماك إلى حصول إهتزازات في الماء، فتنتبه أسماك القرش لوجود «وجبة طعام» مناسبة لها، حسب قول «بانتين».
إذا كان هناك شخص ما بالقرب مما يثير اهتمام سمكة قرش، فقد يتعرض للعض من قبيل الصدفة فقط، يقول «بانتين»: «عندما تعض، فإنها تغلق أعينها لتحافظ عليها. لذا، فهي في اللحظات الأخيرة لن تتقن ما تقوم به».
يأمل «بانتين» أن تساهم ذكرياته هذه في تبديد بعض الخرافات التي تدور حول أسماك القرش، التي تساعد في المحافظة على بيئة صحية للمحيطات. يقول: «إنها بمثابة»كناسي المحيطات«، حيث تنظف كل ما يتبقى من الأسماك المجروحة والعليلة.