عبد الله بن سلام بن الحارث كان حَبْرا من علماء يهود بني قَيْنُقَاع ولقد أسلم عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قال عنه النووي " وهو من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان اسمه في الجاهلية حصينا.


قصة أسلامه:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه ـ قال: ( أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه يسأله عن أشياء، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟، وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟، قال: أخبرني به جبريل آنفا، قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال: أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد: فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال : يا رسولَ اللهِ، إن اليهود قوم بُهْت، فاسألهم عنِّي قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟! قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟!، قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، قالوا : شرُّنا وابن شرِّنا، وتنقصوه، قال: هذا كنتُ أخاف يا رسولَ الله ) رواه البخاري .


لقد كان اليهود يؤذون من آمن من أحبارهم، ويثيرون حوله الشكوك، ويقذفونه بتهم باطلة قبيحة، وقد حدثنا القرآن الكريم عن هذه الوسيلة الخبيثة، ودافع عن هؤلاء المؤمنين الذين وجه اليهود ضدهم تلك الحملات الظالمة، والذي كان منهم عبد الله بن سلام.


لقد جاءت الأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطابه لهم يقول: ( يا معشر اليهود، ويلكم، اتقوا اللهَ، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أني رسول اللهِ حقا، وأني جئتُكم بحقٍّ، فأسلِموا )، وهذا ما أكده عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ بعد أن أسلم في قوله: ( يا معشر اليهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق ) رواه البخاري .


بشر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن سلام رضي الله عنه بالجنة، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ( التمِسوا العلم عند أربعة، عند: عويمرٍ أبي الدَّرداءِ، وعند: سلمان الفارسيِّ، وعند: عبد الله بن مسعود، وعند: عبد الله بن سلامٍ الذي كانَ يهوديًّا فأسلم، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه عاشِرُ عشرةٍ في الجنة ) رواه الترمذي .


كيف عرف عبد الله بن سلام الثلاثة أشياء الدالة على النبوة على الرغم من كونه غير نبى:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح:" ففي هذه الأحاديث أن علماء اليهود كعبد الله بن سلام وغيره كانوا يسألونه عن مسائل يقولون فيها لا يعلمها إلا نبي أي ومن تعلمها من الأنبياء فإن السائلين كانوا يعلمونها كما جاء أيضا لا يعلمها إلا نبي أو رجل أو رجلان فكانوا يمتحنونه بهذه المسائل ليتبين هل يعلمها وإذا كان يعلم ما لا يعلمه إلا نبي كان نبيا ومعلوم أن مقصودهم بذلك إنما يتم إذا علموا أنه لم يعلم هذه المسائل من أهل الكتاب ومن تعلم منهم وإلا فمعلوم أن هذه المسائل كان تعلمها بعض الناس لكن تعلمها هؤلاء من الأنبياء.


بمعنى آخر أن عبد الله بن سلام كان من الاحبار اليهود واسع المعرفة والاطلاع وأنه تعرف على هذه الأشياء من الانبياء السابقين ،فكان رجل أو أثنان هم الذين يعلمون تلك الاشياء حتى يتأكدو من صدق نبوة أى رجل يدعى النبوة وكان عبدالله بن سلام أحد هؤلاء الأشخاص الذين على دراية بالامر.