ما زالت مأساة المهاجرين الفارّين من بلدانهم عبر «قوارب الموت» مستمرة، فبعد قصة الطفل السورى الغريق على سواحل تركيا «إيلان كردى» التى أثارت تأثراً كبيراً عبر العالم، وأدت إلى تضامنٍ واسعٍ مع مأساة اللاجئين، عاشت جزيرة أجاثونيتيسى اليونان ية مشهداً مأساوياً مشابهاً، حيث أعلنت مصادر فى الشرطة اليونانية أن رضيعاً لعائلة مهاجرين توفى عقب وصوله إلى الجزيرة، أمس الأول، فى الوقت الذى تواصل فيه تدفق اللاجئين على النمسا وألمانيا، بعد أن خففت المجر من القيود على السفر.


من ناحيته، قال رئيس بلدية أجاثونيتيسى اليونانية «إيفانجيلوس كوتوروس»، أمس، إن رضيعاً يبلغ من العمر شهرين توفى بعد ساعات على وصوله إلى الجزيرة، أمس الأول، قادماً مع عائلة مهاجرة من السواحل التركية القريبة، موضحاً أن الرضيع نُقل إلى عيادة محلية لا تملك وسائل متطورة، لكن السلطات اليونانية لم تكشف أى تفاصيل عن هُويّة الرضيع وأسباب وفاته.
وفى ليسبوس شمال اليونان، شرق بحر إيجة، تصدت قوات مكافحة الشغب بخراطيم المياه والهراوات لآلاف اللاجئين الذين كانوا يحاولون تجاوز الحواجز، مساء أمس الأول، ليستقلوا سفينة تم استئجارها لنقل العالقين بالجزيرة إلى العاصمة أثينا. وأفاد التليفزيون اليونانى بأن عدداً من اللاجئين أصيب خلال الاشتباكات. وفى وقت سابق تظاهر آلاف اللاجئين والمهاجرين وهم يهتفون: «لجوء لجوء» أمام مركز الاستقبال الرئيسى فى الجزيرة، احتجاجاً على بطء إجراءات التسجيل التى تؤخر نقلهم إلى أثينا أو مواصلة رحلتهم إلى غرب أوروبا، ورشق المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة.
جاء ذلك فيما انتشلت قوات خفر السواحل الإيطالية، ليل أمس الأول، نحو 362 شخصاً كانوا على متن قارب متجه إلى إيطاليا، وذلك على بعد 170 ميلاً جنوب جزيرة صقلية الإيطالية، فيما أعلنت السلطات القبرصية، أمس، أنها أنقذت 114 لاجئاً سورياً، بينهم 54 امرأة وطفلاً، من البحر المتوسط، بعدما تعطل مركبهم قبالة الساحل الجنوبى لقبرص، وليس واضحاً ما إذا كان هؤلاء السوريون يخططون للوصول إلى قبرص، أو أنهم كانوا يأملون الوصول إلى بلد أوروبى آخر.
وأعلنت السلطات الماليزية، أمس، العثور على جثث 35 مهاجراً إندونيسياً لقوا حتفهم فى غرق مركبهم بسبب حمولته الزائدة على الساحل الغربى لماليزيا، الجمعة الماضى، مما يرفع حصيلة ضحايا هذه الكارثة إلى 50 قتيلاً.
وفى تلك الأثناء تواصل، أمس، تدفق اللاجئين القادمين من المجر نحو النمسا وألمانيا. وأعلنت هيئة السكك الحديدية النمساوية أنها نقلت ما يزيد على 13 ألف لاجئ قادمين من المجر فى اتجاه ألمانيا منذ أمس الأول، موضحة أن المزيد مازالوا فى طريقهم إلى الدولة الأوروبية ذاتها.
وذكرت تقارير صحفية أن رئيس المفوضية الأوروبية «يان كلود يونكر» حدد لألمانيا استقبال حصة من اللاجئين تبلغ 31443 شخصاً فى خطته بشأن توزيع اللاجئين فى الاتحاد الأوروبى، التى من المقرر أن تُعرض على البرلمان الأوروبى بعد غدٍ. وأوضحت صحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية أن فرنسا وإسبانيا تأتيان فى المرتبتين الثانية والثالثة بعد ألمانيا، حيث خطط «يونكر» أن تستقبل فرنسا 24031 لاجئاً، وتستقبل إسبانيا 14921 لاجئاً.
وفى تراجعٍ عن موقفه السابق، أعلن رئيس الوزراء الأسترالى تونى أبوت، أمس، أن بلاده مستعدة لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين وتقديم مساعدات مالية أخرى، وذلك بعد تعرضه لضغوط من داخل حزبه. ولم يحدد أبوت عدداً معيناً لمن سيتم استقبالهم، لكنه قال إن زيادة اللاجئين السوريين لن تزيد من إجمالى عدد اللاجئين الذين تستقبلهم بلاده من أنحاء العالم.
وبحسب صحيفة «صنداى تايمز» فإن بريطانيا ستعلن قريباً أنها مستعدة لاستقبال 15 ألف لاجئ سورى، ولتنفيذ عمليات عسكرية ضد مهربى المهاجرين، موضحة أن الحكومة البريطانية تأمل فى الحصول على موافقة البرلمان لشن غارات جوية على تنظيم «داعش» فى سوريا.
وسياسياً، طالب كل من رئيس وزراء النمسا فيرنر فايمن، ووزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، بعقد قمة أوروبية عاجلة للتشاور بشأن أزمة اللاجئين، فى حين دعا بابا الفاتيكان فرانسيس الأول «كل أسقفية وجماعة دينية ودير وملجأ فى أوروبا» إلى إيواء عائلة من المهاجرين فى بادرة على التضامن، قائلاً إن ذلك سيبدأ فى الفاتيكان حيث يعيش.
وفى المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمس، دعوة من المعارضة لاستيعاب اللاجئين الفارين من سوريا. وقال لحكومته: «إسرائيل دولة صغيرة جداً تفتقر إلى العمق الديموغرافى والجغرافى، بالتالى يجب أن نراقب حدودنا من المهاجرين غير الشرعيين والإرهاب».
وفى الوقت الذى تظاهر فيه أكثر من 10 آلاف شخص، أمس الأول، فى مختلف أنحاء فرنسا، وخصوصاً باريس، منددين بـ«السياسات القمعية» بحق المهاجرين، ومؤكدين دعمهم لهم، أعلن الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى تأييده لإنشاء «مراكز للاحتجاز» فى شمال أفريقيا أو صربيا أو بلغاريا لمنح اللجوء السياسى للمهاجرين قبل دخولهم مجال شينجن، ودعا إلى «إعادة تأسيس» مجال التنقل الحر هذا بين 26 بلداً.
وفى حين شدد وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردنى، محمد المومنى، على أن مساعدة اللاجئين داخل دولهم أو لدى الدول المستضيفة لهم «يعد واجباً إنسانياً وأخلاقياً تفرضه القيم والمبادئ الإنسانية والقانون الدولى»، ذكر موقع «هافينجتون بوست» الإخبارى الأمريكى أن أكثر من 200 ألف لاجئ سورى يعيشون فى الأردن أبلغوا عن طريق رسائل نصية أن المساعدات الغذائية التى يحصلون عليها من برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة ستتوقف بشكل كامل بسبب أزمة تمويل تعصف بالبرنامج.