أشارت دراسة أجراها باحثون حكوميون ونشرت نتائجها يوم الثلاثاء الى ان نوعا من المبيدات الحشرية التي تخضع للفحص من قبل البيت الأبيض بسبب مخاوف من تأثيرها على نحل العسل رصد في أكثر من نصف العينات المأخوذة من قنوات مائية في الولايات المتحدة.

وتوصلت الدراسة التي نشرتها دورية الكيمياء البيئية وأجراها باحثون من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى وجود خمسة أنواع من المبيدات الحشرية التي تنتمي الى طائفة (نيونيكوتينويدات) وبدرجات متفاوتة في 149 عينة مأخوذة من 48 قناة.

وقال مايكل فوكازيو الباحث في هيئة المسح الجيولوجي إنه تم رصد نوع واحد من المبيدات في 63 في المئة من العينات المأخوذة من بعض المجاري المائية التي تمتد من الغرب الأوسط وحتى جنوب شرق البلاد فيما تباينت تركيزات هذا المبيد.

وتزايدت خلال السنوات القليلة الماضية الأدلة التي تربط بين استخدام طائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات) وبين نفوق أعداد كبيرة من نحل العسل المسؤول عن تلقيح المحاصيل وثمة مخاوف أيضا من ان تكون هذه المبيدات قد أثرت على كائنات اخرى تسهم في تلقيح المزروعات.

وطائفة (نيونيكوتينويدات) -القريبة الشبه بالنيكوتين من حيث التركيب الكيميائي- واحدة من أشيع المبيدات الحشرية على مستوى العالم وتستخدم في القطاع الزراعي وفي المنازل ويشيع استخدامها بين المزراعين في المراحل الأولية من العمليات الزراعية.

وقالت هيئة المسح الجيولوجي إن هذه الدراسة تمثل أول بحث على مستوى البلاد يتعلق بطائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات) في البيئة وفي قطاع الزراعة والاستخدام المنزلي.

وشملت الدراسة 24 ولاية علاوة على بويرتوريكو.

وثار جدل في واشنطن في الآونة الاخيرة بشأن طائفة (نيونيكوتينويدات) وتأثيرها على البيئة.

واقترحت وكالة الحماية البيئية الامريكية في مايو ايار الماضي استصدار قانون بانشاء مناطق مؤقتة خالية من مبيدات الآفات لحماية نحل العسل المهم من الوجهة التجارية.

وأفادت نتائج تقرير حكومي أمريكي في الآونة الاخيرة بان أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الانتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر.

وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إن حجم الخسائر في المناحل الحكومية بلغ 42.1 في المئة خلال الفترة من ابريل نيسان 2014 وحتى ابريل من العام الجاري بارتفاع عن حجم خسائر بلغ 34.2 في المئة بين عامي 2013 و2014. وتمثل النسبة الأولى ثاني أعلى خسارة سنوية من نوعها.

ويلقي مربو النحل وجماعات الحفاظ على البيئة وبعض العلماء بالمسؤولية عن هذه الأزمة على (نيونيكوتينويدات) التي تستخدم في مقاومة الآفات التي تصيب نبات الذرة ونباتات الزينة والأشجار في الحدائق والمتنزهات

لكن شركات تعمل في مجال انتاج الكيماويات الزراعية مثل باير وسينجينتا وشركات أخرى تبيع هذه المجموعة من المبيدات تقول إن هناك العديد من العوامل الأخري التي تسهم في تناقص نحل العسل مثل الاصابة بالقراد والحلم التي تضر بمملكة النحل.

وقد شكل البيت الابيض قوة عمل لدراسة هذه المشكلة فيما قلل بعض العاملين في مجال نباتات الزينة والحدائق من استخدام (نيونيكوتينويدات) كما تجري لجنة فرعية تابعة للجنة الزراعة بمجلس النواب الامريكي اجتماعات مستمرة في هذا الشأن.