قال علماء أوروبيون، الأربعاء، إنهم فشلوا مجددا في الاتصال بالمجس الفضائي «فيلة » الذي يسعى جاهدا للابقاء على اتصالات مستمرة منذ أن استأنف نشاطه الشهر الماضي بعد مرحلة من السبات.


وهبط هذا المعمل الفضائي الذي يعادل في حجمه البراد على سطح المذنب 67 بى/تشوريموف-جيراسيمينكو في نوفمبر الماضى متوجا بأول إنجاز تاريخي من نوعه.
وكان المسبار (فيلة) قد أجرى آخر اتصال لاسلكي مع الارض من خلال المسبار الفضائى (رشيد) في التاسع من الشهر الجاري ولم تكلل بالنجاح محاولات معاودة الاتصال به.
كان المجس (فيلة) -في أول محاولة للهبوط على مذنب بسرعة 135 كيلومترا في الساعة- قد قام بمناورة مبدئية ثم حاد عن الموقع المحدد لهبوطه على سطح المذنب واتخذ موقعا ظليلا، ما يحول دون أن يعيد شحن ألواحه الشمسية.
وفيما كان المذنب يدنو من الشمس خرج المجس (فيلة) من حالة الكمون الشهر الماضي ما أنعش الآمال بالحصول على مزيد من المعلومات من على سطح المذنب بالاستعانة بمعدات الحفر والقياس الخاصة بالمجس.
وقال العلماء الأسبوع الماضي إنهم يخشون أن يكون المجس قد غير موقعه مرة أخرى، ما يحول دون استئناف جهود الاتصالات، وقال كوين جيرتس من الفريق الموجود بمركز مراقبة المجس (فيلة) في المركز الألماني للفضاء في رسالة بالفيديو، إن محاولات الاتصال بالمجس (فيلة) ستتوقف مؤقتا أسبوعين فيما يتولى المسبار (رشيد) استكشاف الجانب الجنوبي من المذنب مستعينا بمعداته الخاصة.
وقال جيرتس الذي يعمل ضمن هذا المشروع التاريخي لوكالة الفضاء الأوروبية «في غضون أسبوعين سيحلق (رشيد) مرة ثانية شمالا وقد يتسنى آنئذ استئناف الاتصالات».
ويقترب المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس في 13 أغسطس ما يثير أتربة قد تجعل المسبار (رشيد) يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة بتوجيهه.
ويأمل العلماء بأن تساعد العينات التي سيجمعها المجس (فيلة) من المذنب البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات في الإفصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها. ويحتفظ المذنب المكون من جليد وصخور بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن.
وسفينة الفضاء الأوروبية روزيتا هي الاسم الغربى تيمنًا بمدينة رشيد بدلتا نهر النيل بمصر التي عثر فيها على حجر رشيد الذي فك ألغاز اللغة الهيروغليفية. وفيلة اسم جزيرة بنهر النيل قرب مدينة أسوان بصعيد مصر، حيث وجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت أيضا على فك شفرة اللغة الهيروغليفية.
ويعتقد أن المذنبات ليست سوى متبقيات تخلفت عن الوحدات البنائية الأساسية التي نشأت عنها المجموعة الشمسية وربما تحمل في طياتها قرائن تهدي العلماء إلى كيفية وصول الماء والمواد الكيميائية التي تكونت منها الحياة إلى كوكب الأرض.
ويدور المذنب 67 بي/تشوريموف-جيراسيمينكو حول الشمس في مدار اهليلجي يمر بين مداري كوكبي الأرض والمريخ ويمتد حتى يمر بمدار كوكب المشترى.