قيل نحو 9 سنوات ونصف، أطلق علماء الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء «ناسا » المسبار «نيوهورايزونز -آفاق جديدة» من قاعدة «كيب كانافيرال» بولاية فلوريدا الأمريكية.. وعبر السنوات الماضية، قطع المسبار مليارات الكيلومترات، بمعدل 1.6 مليون كيلومتر يوميًا، ليصل اليوم على حافة الكوكب القزم، المعروف بأسم بلوتو .


والآن، يقع «نيوهورايزونز » على مسافة 12500 كيلومتر من سطح الكوكب النائي، الذي يبعد عن الأرض بنحو 5 مليارات كيلومتر، ليرسل للعلماء في «ناسا » تفاصيل جديدة لم تُعرف من قبل عن ذلك الكوكب الجليدي.
يزن المسبار 454 كيلوجرامًا، وسيحاول جمع مجموعة من البيانات عن بلوتو وأقماره الخمسة المعروفة، في مهمة ستستغرق نحو 16 شهرًا، ويأمل العلماء أن يتمكن المسبار من إزاحة اللثام عن أسرار ذلك الكوكب الذي يحول غلافه الجوي السميك عن استكشافه بواسطة التلسكوبات التقليدية.
اكتشَفَ كوكب «بلوتو » عام 1930 رجل يُدعي «كلاويد تومبو» كان يعمل ضمن فريق مرصد «لاويل» الأمريكي، بعد أن ترك الزراعة لشغفه بعالم الفضاء، أطَلق على الكوكب هذا الأسم فتاة إنجليزية لم يتعد سنها 11 عامًا، حيث بعثت برسالة إلى مرصد «لاويل» اقترحت فيها تسمية الكوكب بأسم «بلوتو» نسبة إلى اله العالم السفلى الروماني، وبما إن الكوكب يقع في الركن القصي من المجموعة الشمسية، أصبحت التسمية مناسبة بما يكفي ليُقرها المرصد.
في عام 2006، وبعد أن انطلق المسبار «نيوهورايزونز » في رحلته، خرج «بلوتو » من تصنيف الكواكب، إذ قام علماء الكواكب بإضفاء صفة «القزم» على بلوتو، ليخرج من مجموعتنا الشمسية، التي أصبحت تضم 8 كواكب فقط.
أقلع المسبار الفضائي «نيوهورايزونز » من الأرض في يناير من العام 2006، وفي فبراير 2007 وصل إلى كوكب المشتري، ثم عبر مدار كوكب زُحل في يونيو 2008، ووصل إلى أورانوس في مارس 2011 وعبر نبتون في أغسطس 2014، ووصل قبل ساعات على بعد 12500 كيلومتر من بلوتو .
وبحسب «ناشيونال جيوجرافيك»، لا يعرف العلماء على وجه اليقين ما بانتظارهم هناك، أو إذا ما كانت السرعة الكبيرة للمسبار –والتى تُعد أسرع من طلقة الرصاص- سوف تجعله يجتاز نظام بلوتو بشكل آمن، أم سيتحطم أو يصيبه عُطب لا يمكن إصلاحه.