سعى علماء إدارة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا» جاهدين أمس، الأحد، لإعادة تشغيل المسبار الآلي «نيو هورايزونز/آفاق جديدة» بعد أن طرأ عطل على جهاز الكمبيوتر الخاص به قبل تسعة أيام من الموعد المقرر لتحليقه عند أقرب نقطة من كوكب بلوتو النائي.
ويتجه المسبار للاقتراب من كوكب بلوتو القزم وأكبر أقماره تشارون منذ يناير من عام 2006، وقالت ناسا في تقرير دوري إن عطلا غير معروف حدث يوم السبت الماضي، وتسبب في أن يتحول المسبار إلى الكمبيوتر الاحتياطي ما نجم عنه انقطاع لمدة 81 دقيقة في الاتصالات اللاسلكية مع مركز مراقبة المهمة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة «جونز هوبكنز» في لوريل بولاية ماريلاند.
وقالت ناسا: «من المتوقع أن يتم الإصلاح الشامل في غضون يوم إلى بضعة أيام. سيكون نيو هورايزونز عاجزا بصفة مؤقتة عن جمع البيانات العلمية خلال تلك الفترة»، ومما يعقد المهمة أن إرسال مجموعة الإشارات يستغرق أربع ساعات ونصف الساعة إلى المركبة الفضائية التي تبعد عن الأرض مسافة خمسة مليارات كيلومتر.
ومثله مثل مركبات فضائية أخرى تابعة لناسا منها مهام مارينر وبايونير وفويجر كانت قد سبقت المسبار نيو هورايزونز في اكتشاف كواكب المجموعة الشمسية، فإن من المقرر أن يجري تجاربه العلمية خلال تحليقه وهو على مسافة 12500 كيلومتر من سطح بلوتو في 14 يوليو، وجاذبية بلوتو ضعيفة للغاية لدرجة أن أي مركبة فضائية ستستهلك كما كبيرا من الوقود لاستخدام مكابحها ووضع نفسها في مدار.
وقضى المسبار نيو هورايزونز معظم فترات رحلته إلى بلوتو التي استغرقت تسع سنوات في مراحل من السكون وخرج من سباته في يناير الماضي ليبدأ في جمع البيانات العلمية وغيرها.
وبلوتو كوكب جليدي قزم يسبح على حافة المجموعة الشمسية ويقع في منطقة تعرف باسم حزام كويبر في الفناء الخلفي للمجموعة الشمسية.
وخلال فترة إطلاق المسبار عام 2006 وفيما كان المسبار «نيو هورايزونز» في طريقه للكوكب حرم بلوتو من لقب كوكب، ومن كونه الكوكب التاسع من كواكب المجموعة الشمسية وبات كوكبا قزما بعد أن اكتشف أكثر من ألف من أمثاله منذ اكتشافه ضمن حزام كويبر.
وحزام كويبر منطقة متجمدة تدور بها كويكبات صغيرة في أفلاكها حول الشمس بعد كوكب نبتون، ويعتقد أن هذه المنطقة تخلفت عن نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام. وحزام كويبر آخر منطقة مجهولة بمجموعتنا الشمسية.
ومنذ اكتشافه عام 1930 لا يزال بلوتو لغزا محيرا، ويرجع ذلك في جزء منه لكونه صغير الحجم بالمقارنة بالكواكب الأخرى. ويبذل العلماء جهدا خارقا في تفسير كيف أن كوكبا قطره لا يتجاوز 2302 كيلومتر يمكن أن يستمر في الوجود وسط كواكب عملاقة مثل المشترى وزحل وأورانوس ونبتون.
وبعد أن ينجز المسبار دراساته لبلوتو عن كثب وقمره الرئيسي تشارون ومجموعة أخرى من الأقمار الصغيرة لا تقل عن أربعة سيواصل المسبار رحلته في حزام كويبر.
ويعتزم فريق مهمة المسبار مطالبة ناسا بمزيد من الأموال لإرسال مركبة فضائية أخرى إلى حزام كويبر في عام 2019.
وعلاوة على كاميرات المسبار (نيو هورايزونز) فإنه مزود بست معدات علمية، منها مطياف لتشتيت الضوء وأجهزة استشعار لرصد الغبار وحالة البلازما لدراسة جيولوجيا بلوتو وقمره تشارون ورسم خرائط لتركيب سطحيهما ودرجة الحرارة والغلاف الجوي والأقمار الاخرى.