بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

من متطلبات العمل الفطري ان يقوم الانسان بترتيب مظهره وملابسه ليبدو مرتبا ونضيفا وبشكل يليق بنظر الناس اليه
لكن مابالكم بالاجدر بالاهتمام الا وهو القلب فالقلب مكان نظر الله الينا
روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، ولكن ينظرإلى قلوبكم وأعمالكم"(مسلم)
يقول رسولنا صلى الله عليه و سلم :
" إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب متفق عليه
قالوا : القلب ملك ، و الأعضاء جنوده ؛ فإذا صلح القلب ، صلحت الرعية ، و إذا فسد ، فسدت.

و لقد صدق القائل :
وإذا حلت الهداية قلبا ****** نشطت للعبادة الأعضاء
و لقد كان الصالحون يخشون أن تشغل قلوبهم بغير الله ؛ فإذا أحبوا شيئا من الدنيا ووافق هواهم تركوه خوفا من أن يشغلهم عن ذكر الله ، إذ أن كل من شغل بشيء أحبه ، و إذا شغل الإنسان بحب الدنيا انشغل بها قلبه عن حب الآخرة.
والمشغول بالخلق محجوب عن الحق .!!
والمشغول بالحق محجوب عن الخلق !!.

وأفضل الدعاء لعلاج القلب من الآفات و النقائص و القسوة و الصدأ أدعية الرسول صلى الله عليه و سلم :
" اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك" (أخرجه مسلم وانفرد به)
وعن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يكثر من قوله :
" يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على طاعتك".
فقالت عائشة :

" إنك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء ، فهل تخشى ؟ ... قال : وما يؤمنني يا عائشة و قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الله، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه " ( أخرجه الحاكم)

و لهذا كان دعاؤه صلى الله عليه و سلم :
" يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك " ( أخرجه الترمذي)

إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، و جلاؤها بتلاوة القرآن .
من حق القلب علينا أن نحصنه من الآفات ....بتلاوة القرآن عن وعي و إدراك ، و بالصلاة التي تستغرق العقل و الوجدان ....و بذكر الله الذي يتجه فيه الإنسان بقلبه و جوارحه إلى مولاه الخالق الرحمن.