قالت الإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية (إف.دي.إيه)، إنها في حاجة إلى مزيد من البيانات والتعليقات على النيكوتين السائل ، فيما تفكر في تحذير الجمهور من مخاطر التعرض له وسط تزايد استخدام السجائر الإلكترونية.


وتجري الوكالة تقييما للبيانات والخلفية العلمية لهذه المخاطر، ولاسيما على الرضع والأطفال، والتعرض السلبي وغير المباشر للنيكوتين والنيكوتين السائل المستخدم في السجائر الإلكترونية.
وأفادت بيانات حديثة بأن انتشار السجائر الإلكترونية بين طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية بالولايات المتحدة تزايد بواقع ثلاثة أمثال عام 2014 في حين تراجع استخدام السجائر التقليدية إلى حد أدنى قياسي وصل إلى 19% بين البالغين، الأمر الذي قد يؤدي إلى احتدام الجدل بشأن ما إذا كانت السجائر الإلكترونية نعمة أم نقمة على الصحة العامة، ودفع هذا الوضع شركات كبرى في صناعة التبغ، منها مجموعة التريا وفيليب موريس انترناشونال ورينولدز امريكان إلى الانطلاق إلى سوق السجائر الإلكترونية.
وذكرت إدارة الأغذية والأدوية إن الزيادات الأخيرة في المكالمات التليفونية والزيارات لمراكز مكافحة التسمم ووحدات الطوارئ المتعلقة بالتسمم بالنيكوتين السائل ضاعفت من المخاوف المتعلقة بالصحة العامة، وتفكر الإدارة حاليا في تحذير الجمهور بشأن مخاطر التعرض للنيكوتين، مع المطالبة بأن تباع بعض عبوات منتجات التبغ في علب يستحيل على الأطفال استخدامها.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه بين طلبة المرحلة الثانوية قفز استعمال السجائر الإلكترونية بنسبة 13.4% عام 2014 من 4.5% في 2013، وخلال الفترة نفسها تراجع استخدام السجائر العادية بنسبة 9.2 في المئة من نسبة 12.7 في المئة في أعلى تراجع سنوي منذ أكثر من عقد من الزمن.
وإجمالا، تزايد تدخين التبغ بين طلبة المرحلة الثانوية بنسبة 24.6 في المئة من 22.9 في المئة، وأثارت هذه البيانات القلق بين أنصار مكافحة التدخين ممن يخشون من أن تخلق السجائر الإلكترونية جيلا جديدا من مدمني النيكوتين ممن قد يتحولون في نهاية المطاف إلى السجائر التقليدية. لكن أنصار السجائر الإلكترونية يقولون إن بيانات المراكز الأمريكية قد تشير بالمثل إلى تراجع معدلات التدخين، لأن الشبان لجأوا إلى السجائر الالكترونية كبديل عن السجائر التقليدية، وإجمالا يستخدم 4.6 مليون طالب في المرحلتين الإعدادية والثانوية أي نوع من منتجات التبغ، منهم 2.2 مليون يستخدمون نوعين على الأقل من هذه المنتجات.
وتعمل السجائر الإلكترونية لإنتاج كميات مقننة من بخار النيكوتين من خلال بطارية، وطرحت في الأسواق منذ نحو عشر سنوات بتعهد بتقديم النيكوتين بطريقة آمنة. وهي تقوم بتسخين سائل مشبع بالنيكوتين لإنتاج بخار يستنشقه المدخن بدلا من حرق التبغ، يعمل الآن العلماء الذين أمضوا سنوات من عمرهم في تطوير أدوية لعلاج المرض مع شركات التبغ لتصنيع السجائر الالكترونية.
واستعانت شركة فيليب موريس انترناشونال بأكثر من 400 من العلماء والفنيين ليعملوا في منشأة أبحاث في نوشاتيل بسويسرا، من بينهم إخصائيون في علم السموم وكيميائيون وعلماء أحياء وخبراء في الإحصاء والشؤون التنظيمية للبحث في مجال السجائر الإلكترونية.