بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

فلقد تأملت أحبتي خلافاتنا وما ينتج عنها فوجدت معظمه ناتجاً عن الغضب، نعم يا أخوة حاول أن تراقب نفسك عند الغضب عندها ستعلم مدى تأثيره على أخلاقك وسلوكك، ومدى أثره في تكوين أعداءك، لذا رأيت أيها الأحبة، أن أشارك معكم حول هذا الموضوع الذي أسأل الله أن ينفع به، ويكتب به الأجر.

فمن منا أيها الأخوة الكرام لا يغضب وينفعل عند مواقف معينة، وقد أوصانا حبيبنا - عليه أفضل الصلاة والسلام - بعدم الغضب ووصف لنا طرق علاجية مؤثرة في الغضب. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب ". وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني، قال: لا تغضب. فردد مراراً، قال: لا تغضب.

قوله " ليس الشديد بالصرعة " بضم الصاد و فتح الراء: الذي يصرع الناس كثيراً بقوته و الهاء للمبالغة بالصفة. قوله " فردَّد مراراً " أي ردَّد السؤال يلتمس أنفع من ذلك أو أبلغ أو أعم، فلم يزده على ذلك و زاد أحمد و ابن حبان في رواية عن رجل لم يُسَمَّ قال: تفكرت فيما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله.

قال الخطابي: معنى قوله: " لا تغضب " اجتنب أسباب الغضب و لا تتعرض لما يجلبه

وقال ابن بطَّال في الحديث أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو لأنه - صلى الله عليه وسلم - جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة، و لعل السائل كان غضوباً، و كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر كل أحد بما هو أولى به، فلهذا اقتصر في وصيته له على ترك الغضب، فللغضب مفاسد كبيرة، و من عرف هذه المفاسد عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة اللطيفة من قوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تغضب " من الحكمة و استجلاب المصلحة في درء المفاسد .

وكما وصف - صلى الله عليه وسلم - الداء وصف الدواء ففي حديث رواه أحمد و أبو داود و ابن حِبَّان أنه - عليه الصلاة والسلام - قال: " إذا غضب أحدكم و هو قائم فليَجلس، فإن ذهب عنه الغضب و إلا فَليضطَجِع ".

وهذه بعض الخطوات المهمة أسوقها إليكم أيها الأخوة من كتاب (حقك الكامل...دليلك إلى الحياة بحسم) لروبرت ألبيرتي و ما يكل إيمونز:

اسمح للشخص الغاضب بالتنفيس عن مشاعره القوية.

استجب بالقبول فقط في البداية " أرى أنك غاضب بحق بشأن هذا الأمر "

خذ نفساً عميقاً، وحاول أن تظل هادئاً بقدر الإمكان.

اعرض مناقشة الحل لاحقاً، وامنح الشخص الآخر بعض الوقت ليهدأ " أعتقد أن كلانا بحاجة إلى بعض الوقت في التفكير في هذا الأمر. أود أن أتحدث في هذا.. في غضون ساعة /.. غداً /... الأسبوع المقبل "

خذ نفساً عميقاً آخر.

رتب وقتاً مُحدداً لمتابعة الأمر.

ضع في ذهنك أنه ليس من المحتمل الوصول إلى حل فوري.

اتبع استراتيجيات تسوية الخلافات المذكورة أدناه عندما تلتقيان لمتابعة الأمر.

تعاملا بصدق ووضوح مع أحدكما الآخر.

واجها المشكلة بصراحة، بدلاً من تجنبها أو الاختباء منها.

تجنبا الهجمات الشخصية على أحدكما الآخر، والتزاما بالموضوع أو المشكلة.

أكدا على نقاط الاتفاق كأساس لمناقشة نقاط الجدل والخلاف.

استخدما أسلوب " إعادة الصياغة " للحوار لتتأكد من أنكما تفهمان أحدكما الآخر " دعني أرى ما إذا كنت أفهم مقصدك بشكل صحيح. هل تعني........ ؟ "

تقبل المسئولية عن مشاعرك الخاصة " أنا غاضب " وليس " أنت أغضبتني ".

تجنبا موقف " فوز / خسارة ". إن موقف " أنا سوف أفوز، وأنت سوف تخسر ". سوف يتسبب على الأرجح في خسارة كلا الطرفين. إذا حافظتما على المرونة، يمكن لكليكما أن يفوز، على الأقل جزئياً.

احصلا معاً على نفس المعلومات عن الموقف. ولأن المفاهيم كثيراً ما تختلف، فسيكون من المفيد توضيح كل الأمور.

ضعا أهدافاً متناسبة متناغمة في الأساس. إذا كان كلانا يرغب في الحفاظ على العلاقات أكثر من رغبته في الفوز، فإن فرصة أفضل لتسوية الخلاف!

أوضحا الاحتياجات الحقيقية لكلا الطرفين من الموقف. يحتمل أنني لا أرغب في الفوز. ولكنني أحتاج إلى تحقيق نتائج معينة (تغيير في السلوك من جانبك أو مزيد من المال)، والحفاظ على احترامي لنفسي.

ابحثا عن الحلول وليس عن تحديد من يستحق اللوم.

اتفقا على وسيلة ما للتفاوض أو التبادل. سوف أوافق على الأرجح على التنازل عن بعض النقاط إذا كنت مستعداً للتنازل بدورك عن البعض.

تفاوضا من أجل الوصول إلى تسوية مشتركة مقبولة، أو ببساطة، وافقا على الاختلاف.