يطلق عليهم اسم “الرجال الزرق” نظرا لكثرة استعمالهم القماش الأزرق كزي رسمي، فهم المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلا في الصحراء الإفريقية الكبرى، والأكثر انفصالا عن السكان العرب في الشمال الإفريقي، رغم أنهم في أسلوب عيشهم ونمط حياتهم أقرب إلى البدو العرب.. إنهم قبائل “الطوارق”.



في المناطق الصحراوية الممتدة من الجنوب الليبي حتى شمال مالي، هذا هو المكان الذي تتركز فيه “الطوارق” أو “التوارك”، كما تسمي في بعض المناطق، ففي ليبيا يوجدون بمنطقة فزان، أما في الجزائر فيوجدون بمنطقة الهقار، وفي مالي يوجد الطوارق بإقليمي أزواد وآدغاغ، أما في النيجر فوجودهم أساسا بمنطقة أيير.



يتحدث الطوارق لغة مشتركة تسمى اللغة الطرقية، ولهم ديانة واحدة إذ اعتنقوا الإسلام منذ القرن السادس عشر الميلادي.







وفي غياب إحصاءات دقيقة وموثقة، لا يمكن إعطاء رقم دقيق عن عدد الطوارق، لكن هناك تقديرات غير رسمية تذهب إلى أن عددهم الإجمالي يناهز 3.5 ملايين، 85% منهم في مالي والنيجر، والبقية موزعة بين الجزائر وليبيا، بحسب ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.






وتذهب التقديرات نفسها إلى أنهم يشكلون من 10 إلى 20% من إجمالي سكان كل من النيجر ومالي، وفي حين تذهب مصادر أخرى إلى أن عددهم يناهر 5.5 ملايين، يوجد معظمهم في مناطق صحراوية تمتد من الجنوب الليبي حتى شمال مالي والجزائر.




تحتل المرأة مكانة متقدمة في المجتمع الطوارقي، ويعرف عن نساء الطوارق أنهن حاسرات الرأس، بخلاف الرجال الذين تفرض عليهم العادات اللثام بشكل أقرب إلى النقاب، منذ بلوغ الذكر الـ15 من عمره، حتى يدفن في قبره.



والمرأة هي سيدة المجتمع الطوارقي، فهي التي تختار زوجها وشريك حياتها وليس العكس، كما أن “الطلاق” يعد بمثابة مفخرة لهن، فالمرأة المطلقة تسمى “الحرة”، إذ أنها تتحرر من أي التزام للزوج، وباتت حرة في اختيار زوجها من بين رجال الحي غير المتزوجين، وكلما زادت عدد طلقات المرأة كان ذلك مدعاة لفخرها واعتزازها بنفسها.