ما أن يحل شهر رمضان حتى يبدأ المسلمون بالعمل على التطهر من الذنوب، والإقلاع عن المنكرات التي قد تؤدي إلى بطلان الصيام وخسارة المسلم الخروج من رمضان بعظيم المغفرة والأجر، ومن هذه الأمور ، الغيبة والنميمة التى تعد من أسوأ خصال المسلم ونهى عنهما الإسلام نهياً قاطعاً، وذمهما الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز، بقوله: «ولا يغتب بعضكم بعضاً».
فالصوم في رمضان ليس الغرض منه الإمساكِ عنِ المفطراتِ مِنْ طلوعِ الفجرِ الصادق إلى غروبِ الشمس؛ إمساكاً حسيا، فقط إنما الإمساك المعنوي عن كل ما يغضب الله ويسيء ويضر بالمسلمين من الكلام المحرم والمكروه من اللغو والرفث والصخَب وقول الزور، ويدخل فيه كل كلام محرم مِن الكذبِ والغِيبةِ والنّميمةِ وشهادةِ الزّورِ والسّبِّ والشّتم. لقوله صلى الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من ترك ما نهى الله عنه"
حكم الغيبة والنميمة في رمضان وهل هي تبطل الصيام أم لا ؟
للأسف يقع في الغيبة والنميمة العديد من المسلمين خاصة النساء، وحكمها إنها لا تعد من المفطرات ولكنها تنقص من أجر الصائم وتقلل ثوابه على وجه لا يكون صيامه تامًّا كاملاً، وذلك في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ». وقوله أيضاً، «منْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ». ولقوله تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
ويجب على المسلمين أن يستغلو أوقاتهم في ذكر الله وأن يرطبوا ألسنتهم بالدعاء والذكر ، ويقرأوا كتاب الله عز وجل ويعتكفوا في المساجد، لأن الله اختص هذا الشهر بالعبادة والعلم وليس بتضييع الوقت في أشياء ليست مفيدة، لأن الله سيسأل جميع المسلمين عن شبابهم فيما أبلوه وعن عمرهم فيما أفنوه.