عظم الجزاء مع عظم البلاء



من رضي بماقدره الله عليه استمتع بالحياة الحلوة
وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عظم الجزاء مع عظم البلاء و الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ).
وقال الشيخ الالباني في شرحه للحديث
أن البلاء إنما يكون خير و صاحبه يكون محبوبا عند الله تعالى, إذا صبر على بلاء الله تعالى, ورضي بقضاء الله عز وجل .
ولكي تحلو حياتك بالرضا يجب ان تتدر




ك الأتي....

1:هكذا الدنيا
من تأمل في احوال الناس وجد عجبا...
الدنيا خداعه غراره, فتانه غداره, تضحك وتبكي, وتجمع وتشتت, شده ورخاء,وسراء وضراء
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـــر ** والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
تأملوا في من حولكم هل يخلو أحد من مصيبة ازعجته اوهم أرقه اودين أيقضه أو مرض أقعده....
كم من مظلوم ومحروم وكم من مهموم ومغموم و كم من فقير ومعدوم....
قلوب تشتعل وأنفس تحترق
مصائب ورزايا ومحن وبلايا
هكذ الدنيا...
قال الله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى كَبَدٍ
درسٌ عَمَلِيٌّ مِن الله تعالى يُعَلِّم به عباده
أنَّ الدنيا هكذا خلقت، فرَحٌ وسرور، وأحزان وشرور
هكذا الدنيا...
جبلت على كدرٍ و أنت تريدها *** صفواً من التنغيص و الأكدار
نعم جبلت على كدر ولكن الحضيض من جعل هذا الكدر

طريقه للجنان
فعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط)
سبحان الله نسي كل الهموم والمصائب والاحزان التي مر بهابغمسه واحدة

2:{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
ومما يكدر صفو الحياة على الناس التحسر على الماضي فلو أني فعلت كذا لما
كان كذا ولكي تحلو حياتك أعمل بهذه القاعده (قدر الله وماشاء فعل)
واياك وقول لوفأنها تفتح عمل الشيطان
ففي الحديث قال رسول الله : «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزنْ، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
وهناك قاعده اخرى ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا ﴾ فما اصابك لم يكن ليخطأك وماأخطأك لم يكن ليصيبك ألا بشئ قد كتبه الله لك
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
" كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال :
( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات :احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده تجاهك،إذا سأَلت فاسأَل الله،وإذا استعنت فاستعن بالله
، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء،لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء،
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام وجفت الصحف )
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت
البلية عطية ، والمِحنة مِنحة ، فلا يصيبك قلق من أي مصيبه،
فإن الباري قد قدر والقضاء قد حل ، والاختيار هكذا ،
والخيرة لله ، والأجر حصل ، والذنب كفر

3:آثار الرضى بالقضاء والقدر:
* الرضا ينزل عليك السكينة التي لا أنفع لك منها، ومتى نزلت عليك السكينة صلحت أحوالك .
* أن من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته، والإنابة إليه .
* الرضا يثمر الشكر، الذي هو من أعلى مقامات الإيمان بل هو حقيقة الإيمان.
* الرضا يثمر التوكل واليقين والإستسلام لله والإعتماد عليه
*إن المؤمن الراضي بربه والموقن بحكمته وبره ولطفه لاتجده
إلا مطمئنا إلى اختيار الله سبحانه له،
لأنه يعلم أن الله عزوجل أعلم بما يصلح له من نفسه
ولأنه يعلم أنه سبحانه أرحم الراحمين ...

واليكم هذا المشهد
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من السبايا ملصقة ولدها ببطنها فقال لأصحابه: "أرأيتم هذه مضيعة ولدها؟" قالوا لا يا رسول الله فقال: "لَلَّهُ أرحمُ بعبده من هذه على ولدها"!!
أرأيت أن الله تعالى أرحم بالعبد من الأم على ولدها...

لذلك أبشر يا من ابتليت فسوف تجد من رحمة الله وعدله ما يرضيك، فإنما أنزل بك هذا ليُقربَك لا ليعذبك،
أصابك به ليطهرك ويصطفيك، لا ليبعدك ويقليك
وفي الختام اسأل الله ان يرزقنا وأياكم الرضى بعدالقضاء