في عام ١٧٧٧ وفى حلب بسوريا، ولد سليمان الحلبي وسافر إلى القدس، وفيها عرض عليه اغتيال «كليبر» مقابل الإفراج عن والده المسجون في سوريا، بسبب ما تراكم عليه من ضرائب، وفي قافلة صابون ودخان، وصل «الحلبى» القاهرة طالباً في الأزهر، وذهب إلى الأزهر وقال لبعض المقيمين معه، وكانوا من حلب، إنه حضر ليغزو في سبيل الله بقتل الكفرة الفرنساوية، وكان «كليبر» بعد رحيل «نابليون» عن مصر في ١٧٩٩ قد خلفه في قيادة الحملة الفرنسية على مصر، وأمكنه تحقيق انتصار على العثمانيين في عين شمس مارس ١٨٠٠، ثم أخمد ثورة القاهرة الثانية.
و«زي النهاردة» في ١٤ يونيو ١٨٠٠حين كان «كليبر» في داره بحى الأزبكية ومعه كبير المهندسين بالبستان تنكر سليمان الحلبى في هيئة شحاذ، ودخل عليه ومد «كليبر» يده له ليقبلها فأمسك الحلبى بها وشده بعنف وطعنه ٤ طعنات أردته قتيلاً، وحين حاول كبير المهندسين الدفاع عن «كليبر» طعنه سليمان أيضاً لكنه لم يمت، واندفع جنود الحراسة فوجدوا قائدهم قتيلا واختبأ «سليمان» في حديقة مجاورة فأمسكوه ومعه الخنجر الذي يحتفظ به الفرنسيون إلى الآن، وحققوا معه ومع من أطلعهم الحلبى على نيته اغتيال «كليبر» ولم يبلغوا السلطات.
تم تشكيل محكمة عسكرية في ١٥ يونيو ١٨٠٠، وكانت مؤلفة من ٩ أعضاء برئاسة الجنرال «رينيه»، وحكموا عليهم بالإعدام إلا واحداً، وحكم على «الحلبى» بحرق يده اليمنى، ثم «الإعدام على الخازوق»، وتم تنفيذ الإعدام، في «تل العقارب» بمصر القديمة، وشهد «سليمان» إعدام رفاقه قبل أن ينفذ فيه الحكم، وقام مصريون وسوريون بجمع توقيعات شعبية لإرسالها إلى فرنسا مطالبين بعودة رفات الحلبى من باريس.