تشنج في الرئتين، يتبعه انطلاق هواء مُحمل برذاذ من فتحتي الأنف والفم، في خطوة دفاعية يستخدمها الجسم لطرد الجسيمات الغريبة التى تهيج الغشاء المُخاطي، عملية يُطلق عليها «العطس ».


ترتبط تلك العملية بعدد من العوامل، تشمل وجود الجسيمات الغريبة، التعرض للضوء الساطع، إختلاف درجات الحرارة، أو العدوي الفيروسية، يندفع فيها الهواء بسرعة تتجاوز 170 كيلومتر في الساعة الواحدة، ورغم اكتشاف العلماء لآليات العطس إلا أن هناك عددًا من الأساطير التى لا تزال تحوم حول العملية الفسيولوجية.
تقول الأسطورة الأولى أن العطس يُمكن أن يُخرج العينين من مقلتيهما، وهو أمر عارى تمامًا من الصحة، فبحسب موقع التشريح، لا ترتبط العين بالأنف على الإطلاق، وهذا يعنى أن الضغط الذي يسببه اندفاع الهواء من خلال فتحتى الأنف لا يمكن أن ينتقل إلى التجويف العيني، بالإضافة إلى ذلك، لا توجد عضلات مباشرة وراء العين، وبالتالى، فإن العين لن تتمزق ولن تخرج من مُقلتها نتيجة اندفاع الهواء بسرعة من خلال الأنف، أو بالعطس العنيف، حتى حال إبقاء الجفون مفتوحة أثناء تلك العملية.
فلماذا إذا يغلق الشخص جفونه حين يعطس، ببساطة؛ يتعلق الأمر برد الفعل، فالعينين والأنف يرتبطان معًا عن طريق الأعصاب «القحفية»، وبالتالى يُحفز العطس أعصاب الدماغ، التى تنقل ذلك التحفيز إلى العصب المسؤول عن الجفون، وهو ما يؤدي إلى غلقها.
العطس أثناء النوم قد يُسبب الوفاة، هكذا تنص الأسطورة الثانية، وهو أمر يستحيل حدوثة، لأن الأعصاب المسؤولة عن تحفيز عملية العطس لا تعمل أثناء النوم من الأساس.
هل يتوقف القلب أثناء العطس كما تقول ثالث الأساطير؟ الإجابة هي لا، بحسب الدكتور «ريتشارد كونتي» الرئيس السابق للكلية الأميركية لأمراض القلب، الذي يقول إن العطس يبدأ بدغدغة النهايات العصبية التى ترسل بدروها إشارات إلى الدماغ الذي يأمر عضلات الصدر بالانقباض، وقتها؛ تتغير معدلات تدفق الدم إلى الجسم، ومن ثم، يضطرب إيقاع ضربات القلب، إلا أنه لا يتوقف عن النبض .