أدَّى ظهور الطابعة ثلاثية الأبعاد إلى تضاعف الاهتمام بالأعضاء الاصطناعية، التي من المفترَض أن تُستبدَل مكان ـ أو تحسِّن عمل ـ الأعضاء البشرية. طُرح موضوع الأعضاء المطبوعة ـ على غرار النموذج الأولي للأذن الخارجية، الذي طوّره باحثون في جامعة برينستون في نيوجيرسي وجامعة جون هوبكينز في بالتيمور، ميريلاند ـ على جدول أعمال مؤتمر «عن الطباعة ثلاثية الأبعاد»، عُقد في مدينة نيويورك، ما بين 15-17 إبريل الماضي.


وقد تمت طباعة هذه الأذن باستخدام عدد من المواد: الهيدروجل؛ لتكوين الهيكل الخارجي للأذن، وخلايا حية قابلة للنمو؛ لتكوين الغضروف، وجسيمات فضة نانوية؛ لتشكيل هوائي يستقبل الصوت (ولا تمثل هذه الأذن سوى أحد الأمثلة العديدة للتوسع الكبير في استخدامات الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وقد عُرض في اجتماع نيويورك ـ الذي يُعتبَر الحدث الأكبر بهذه الصناعة ـ عديد من الأدوات والمبتكرات، كما تضمن مناقشات جادة بخصوص الأسواق الناشئة المختصة بطباعة أجزاء الجسم البشري.
تركز هذه الصناعة حاليًّا على استخدام التيتانيوم في عمليات استبدال مفاصل الحوض، المصمَّمة لتناسب كل شخص على حدة، وأيضًا في صناعة عظام البوليمرات التي تنتج حسب الطلب، عادةً لترميم الجماجم والأصابع. جلبت صناعة الأعضاء التعويضية المطبوعة 537 مليون دولار في العام الماضي، بزيادة حوالي %30 عن العام السابق، على حد قول تيري فولرز، رئيس شركة فولزر وشركاه، وهي شركة استشارات أعمال في فورت كولينز، كولورادو، متخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد.
يستشرف العلماء تقنيات ثورية سوف تُستخدم فيها الخلايا الحية كأحبار يتم تجميعها في طبقات؛ لعمل أنسجة بدائية، كما تقول جنيفر لويس، وهي مهندسة بيولوجية في جامعة هارفارد، كمبريدج، بولاية ماساشوستش. وتقوم شركة الطباعة الحيوية «أورجانوفو» Organovo، سان دييجو، بولاية كاليفورنيا ببيع هذه الأنسجة بالفعل للباحثين الذين يستهدفون اختبار سُمِّيَّة العقاقير في خلايا الكبد. وستكون الخطوة القادمة للشركة هي توفير شرائح من أنسجة مطبوعة لإصلاح الكبد البشري، كما يقول كيث ميرفي المدير التنفيذي للشركة. تتردد جينيفر لويس في التصريح بأن الطباعة ثلاثية الأبعاد ستسفر عن أعضاء كاملة؛ لتعويض النقص في الكلى والأكباد المتاحة لعمليات الزرع، قائلة: «كنت أحب أن يكون هذا الأمر حقيقيًّا، لكنّ بِنَى هذه الأعضاء شديدة التعقيد».