محقرات الذنوب


اخي الحبيب اختي الغالبة

هل صارت الذنوب بسيطة أو أمر هين تمر هكذا وكأننا لم نفعل شيئاً ؟
السنا فى هذه الأيام نجد كثيرا ً من الناس حينما نتحدث عن الذنوب والمعاصى
يقول هذه أشياء بسيطة غيرى يفعل أكثر من ذلك
وبعضهم يقول رحمة الله واسعة والآخر يقول إن الله غفور رحيم

أفلا سمعنا قول الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود
و جاء ذا بعود ، حتى جملوا ما أنضجوا به خبزهم ، و إن محقرات الذنوب متى يؤخذ
بها صاحبها تهلك
ه

وفى حديث آخر قال المصطفى صلى الله عليه وسلم
ياعائشة إياك ومحقرات الذنوب ؛ فإن لها من الله طالبا

وقال ابن القيم رحمه الله
وها هنا أمرينبغي التفطن له وهوان الكبيره قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام
لها مايلحقها بالصغائر وقد يقترن بالصغيره من قلة الحياء وعدم المبالاه وترك الخوف
والاستهانه بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في اعلى رتبها


ولقد قال أنس رضي الله عنه لمن أدركهم من التابعين
إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الموبقات
يعني المهلكات
فإذا كان سيدنا أنس بن مالك يقول هذا لكبار التابعين فما الحال لو رآنا فى زماننا هذا ؟

اخي الحبيب اختي الغالبة
واذا شئت فانظر الى السلف الصالح حيث كانوا لا ينسون ذنباً أذنبوه - ولو صغيراً -

قال ابن سيرين إني لأعرف الذنب الذي حُمل به عليّ من الدَّين
قيل ما هو ؟
قال قلت لرجل منذ أربعين سنة يا مفلس

وقال بلال بن سعـد لا تنظرإلى صغرالخطيئة، ولكن انظر إلى من عصـيت

وقال ابن عباس رضي الله عنه لا كبيرة مع استغـفار ولا صغيرة مع إصرار

أما الحسن البصرى عليه رحمة الله فقد قام ليلة من الليالي فزعاً من نومه فأخذ يبكي
بكاءً شديداً حتى أبكى أهل الدار جميعاً، فلما هدأ قالوا ما لك يرحمك الله؟
قال ذكرت ذنباً لي فبكيت

تذكر ذنبا واحدا فابكاه طوال الليل ونحن - إلامن رحم ربى - نصل الذنوب إلى الذنوب تباعا
وكأننا لم نفعل شيئا

فكذلك هذه السيئات الصغيرة تأتي من هنا واحدة ومن هناك ثانية وثالثة ورابعة وهلم جرًّا،
حتى تجتمع على الإنسان فتهلكه، وهو متساهل بها ومتصاغر لها لا يظن أنها تبلغ ما بلغته.

اخي الحبيب اختي الغالبة
يامن تقول إن الله غفور رحيم
يامن تقولين إن الله غفور رحيم
نعم إن الله غفور رحيم , لكن لمن ؟
يقول سبحانه وتعالى وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى

هل استغفرت حتى يغفر الله لك ؟
هل تبت عن الذنب حتى يتوب الله عليك ؟
هل ندمت وأقلعت تماما ً ؟
هل أتبعت السيئة بالحسنة حتى يمحو الله عنك خطاياك ؟
نسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة . اللهم امين