النتائج 1 إلى 1 من 1
- 29-05-2015, 12:30 PM #1
من يتسلم مفاتيح دولة كرة القدم: العجوز المخضرم أم الأمير الطموح؟
يترقب العالم «الجمعة» اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولى لكرة القدم فى مدينة زيوريخ السويسرية من أجل انتخاب رئيس جديد لأكبر وأهم الاتحادات الرياضية فى العالم «فيفا»، والتى تجرى بين السويسرى جوزيف بلاتر العجوز المخضرم، الرئيس الحالى لـ«فيفا» الذى يسعى لفترة ولاية خامسة، والأردنى على بن الحسين ، الأمير الطموح الذى يحلم برئاسة إمبراطورية كرة القدم وتطويرها بعدما زكمت أنفه من الفساد المتفشى بها من خلال توليه منصب نائب رئيس «فيفا» خلال الفترة الماضية قبل أن يتم إلغاء المنصب فى الانتخابات الجديدة والاكتفاء بأن يكون رؤساء الاتحادات القارية هم نواب رئيس «فيفا».
يأتى اجتماع كونجرس «فيفا» هذه المرة وسط أجواء مشتعلة، وظلال قاتمة تسيطر على وجه اللعبة الأولى عالمياً عقب قيام السلطات القضائية فى أمريكا وسويسرا بتوجيه تهم فساد وتلقى رشى إلى 7 شخصيات فى الاتحاد الدولى لكرة القدم تتعلق بطرق منح تنظيم مونديالى 2018 لروسيا و2022 لقطر، فضلاً عن التورط فى قضايا ابتزاز وغسيل أموال.
ويبلغ عدد الدول الأعضاء فى كونجرس «فيفا» حالياً 209 أعضاء بعد أن كان سبعة أعضاء فقط عام 1904 حين تم إنشاء «فيفا». وكان الثنائى الهولندى فان براغ رئيس الاتحاد الهولندى، والنجم البرتغالى لويس فيجو ضمن قائمة المرشحين أيضاً قبل أن يعلنا انسحابهما ودعمهما للأمير على.
وتصب أغلب ترشيحات الفوز فى هذه الانتخابات فى صف بلاتر، فى ظل سيطرته المطلقة على دهاليز الكرة ومحاربته خصومه بشكل علنى أو خفى، بدليل أن فان براغ وفيجو فشلا فى التواصل مع أعضاء الجمعية العمومية للاتحادات القارية المختلفة، فى ظل أوامر مباشرة من بلاتر. ورغم ذلك، فإن العجوز السويسرى يشعر بالقلق من الأمير على، خاصة أن التوقعات تؤكد أن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا وهولندا ستقف خلفه فى الانتخابات لإقصاء بلاتر والتخلص من فساد «فيفا».
ووفقاً لخريطة الانتخابات، فإن بلاتر يحظى بدعم عدة اتحادات قارية، فى مقدمتها الاتحاد الآسيوى والأمريكتان والكونكاكاف وأفريقيا، مع وجود عدد من الدول فى كل هذه الاتحادات أيضاً ستمنح صوتها للأمير علىّ، لكن الأغلبية المطلقة بها مع بلاتر.
ورغم غموض موقف الدول العربية من دعم أى من المرشحين، فإن قطر والكويت أعلنتا صراحة دعمهما لبلاتر، فى ظل منحه للأولى تنظيم مونديال 2022 والخلافات بين الشيخ أحمد الفهد والأمير على.
وهناك دول أعلنت صراحة دعمها للأمير علىّ مثل: أمريكا وبريطانيا وجورجيا وروسيا البيضاء وهولندا وفرنسا إضافة إلى الأردن، وبشكل عام فإن الكثير من دول أوروبا سيدعم الأمير على.
فيما أعلنت روسيا صراحة دعمها لبلاتر على لسان وزير الرياضة بالبلاد، ونفس الأمر مع قطر التى أكد مسؤولوها أنهم مقتنعون بترشح بلاتر، ولو سألهم الأمير على قبل ترشحه لنصحوه بالتراجع عن هذه الخطوة.
كانت الكثير من الأصوات فى الأيام الأخيرة قد طالبت بتأجيل الانتخابات، نظرا للآراء الكثيرة بخصوص أن (فيفا) تخاطر بمصداقيتها لأقصى درجة، وبعد معرفة ضخامة قضيتى الفساد التى تحقق فيهما بشكل متواز ولكن مستقل كل من العدالة الأمريكية والسويسرية.
من جهته، أكد والتر دى جريجوريو، المتحدث باسم «فيفا»، أن الانتخابات ستجرى فى موعدها رغم القبض على هؤلاء المسؤولين، ورغم التحقيقات الجنائية بشأن عملية منح حق استضافة بطولتى كأس العالم 2018 لروسيا و2022 لقطر، مشيراً إلى أن الأحداث التى وقعت ليس لها أى تأثير أو ارتباط باجتماعات كونجرس «فيفا» والانتخابات.
ولعل من أبرز ما يثير معارضى بلاتر فى الانتخابات الحالية، وعلى رأسهم الفرنسى ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى والداعم الرئيسى للأمير على، هو أن بلاتر عمره 79 عاماً وقضى 16 عاماً فى رئاسة «فيفا» وسبق أن أكد أنه لن يسعى وراء الترشح مجدداً.
كانت عملية فوز بلاتر بولاية جديدة شبه محسومة حتى أحداث «أربعاء فيفا الأسود»، وما لطخ وجه بلاتر خلالها من أحداث الفساد التى وقعت فى عصره وتحت ولايته، حتى وإن كانت التحقيقات لم توجه له أى تهم.
وطغى الصراع السياسى بين القوتين العظميين، الولايات المتحدة وروسيا، على سطح هذه الأحداث، بعدما أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الخميس، أن اعتقالات مسؤولى «فيفا» تمثل محاولة لمنع إعادة انتخاب جوزيف بلاتر لرئاسة الاتحاد، وللحيلولة دون إقامة بطولة كأس العالم 2018 فى روسيا. واعتبر بوتين الأمر «محاولة واضحة من واشنطن لعرقلة إعادة انتخاب بلاتر رئيسا للفيفا، وانتهاكاً لمبادئ عمل المنظمات الدولية»، متهما الولايات المتحدة بـ«محاولة فرض قوانينها على دول أخرى».