النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: شمس صناعية بأيادٍ هندية
- 28-05-2015, 07:20 PM #1
شمس صناعية بأيادٍ هندية
يحدث أحيانا أن يقودنا خطأ عابر إلى اكتشاف حقيقة غائبة، ففى صفحة الخميس الماضى ورد عنوان يخص إنجازا علميا يتعلق بأبحاث الطاقة النووية الاندماجية فى الهند فوق سطور تشير إلى خبر إنجاز علمى فى روسيا يتعلق بآلة عملاقة لطباعة أجزاء ضخمة ومعقدة من الطائرات، ولعل تجاوز الخطأ العابر ينبهنا إلى حقيقة مقيمة هى أن العلم المتقدم يمكن العثور عليه فى عديد من جنبات هذا العالم، وليس فى الغرب والشمال الغربى وحدهما.
يسعى العالم لابتكار وسائل جديدة من شأنها توليد طاقات تغذى شرايين الصناعات التواقة للقوى المُحركة، مع الحفاظ على الحد الأدنى من التلوث الذى أصاب كوكبنا الأزرق بمس من شر، إلا أن التحديات لا تزال قائمة فى مجال الطاقات النظيفة، فمع ارتفاع تكلفة إنتاجها مُقارنة بالنتائج، تبقى الاستدامة خيارًا غير مطروح.
والآن، قطع علماء الشرق شوطًا كبيرًا ربما يُساهم فى تعزيز عمليات الاعتماد على الطاقات النظيفة، والتخلى عن الوقود الأحفورى التقليدى المُلوث للبيئة، فقد تمكن علماء هنود من معهد «توكوماك إس إس تى- 1» من ابتكار شمس اصطناعية من البلازما، قادرة على مد العالم بطاقة بديلة، غير ملوثة للبيئة، بأسلوب يتفق وطريقة توليد الشمس للطاقة.
يعتمد الابتكار الجديد على استخراج البلازما الساخنة من الهيدروجين، ثم الاحتفاظ بها باستخدام مغناطيس بقدرة عالية على توصيل الكهرباء، وبحسب مدير الوحدة الهندية «ديراج بورا» فإن ذلك الاختراع يُمثل تجربة هامة تؤيد إمكانية توليد طاقة تشبه طاقة الشمس داخل المختبرات.
يحدث انتقال الحرارة داخل الشمس عن طريق تقنيات الحمل، إذ تحمل تيارات حرارية المواد الساخنة التى وُلدت نتيجة الاندماج النووى إلى السطح، وعندما تبرد؛ تُحمل مرة أخرى إلى أسفل منطقة الحمل لتتلقى الحرارة بالإشعاع، وهكذا؛ يتوالى توليد الطاقات، وتستخدم الشمس مجالها المغناطيسى للحفاظ على حركة الحمل الحرارى الداخلية، وهو الأسلوب عينه؛ الذى استخدمه الباحثون داخل وحدة «توكوماك» لابتكار الطاقة والحفاظ عليها.
عن طريق تمرير تيار كهربائى تبلغ شدته نحو 70 ألف أمبير، على سطح بلازما ساخنة تبلغ حرارتها نحو 300 مليون درجة مئوية، تمكن علماء «توكوماك» من إثبات صحة فرضيتهم الهادفة لاستخراج الحرارة من الهيدروجين وحصر البلازما داخل المعمل لخلق بيئة تُحاكى التفاعلات الاندماجية داخل الشمس، وأصبح من الممكن- نظريًا- استخدام تلك الحرارة لإدارة التوربينات وتوليد الطاقة.
باستخدام تلك التقنية، يستطيع العلماء توليد 5000 ميجاوات من الطاقة الحرارية عن طريف استخدام 50 ميجاوات من الكهرباء، وهو الأمر الذى سيفتح آفاقًا جديدة فى مجال الطاقات النظيفة.
الجدير بالذكر أن المعهد الهندى حصل على موافقات من شأنها حفظ حقوق الملكية الفكرية لابتكارهم لفترة لن تقل عن 25 عامًا.