النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: البلانكتون ليس مجرد غذاء للحيتان
- 25-05-2015, 02:14 PM #1
البلانكتون ليس مجرد غذاء للحيتان
كشف العلماء، الخميس الماضي، النقاب عن أشمل تحليل حتى الآن للهائمات العالقة في مياه المحيط (البلانكتون)، التي تستخدم كغذاء للمخلوقات البحرية كالحوت الأزرق مثلا، والتي ينطلق منها أيضا نصف غاز الأكسجين الذي يتنفسه الإنسان.
والبلانكتون هو مجموعة الكائنات الحية الصغيرة أو المجهرية من الأحياء الحيوانية والنباتية والطحالب ويرقات الأسماك والبكتريا والفيروسات، التي تعيش طافية على سطح الماء.
وقضى الباحثون ثلاثة أعوام ونصف العام على ظهر سفن شراعية من نوع تارا، وأخذوا 35 ألف عينة من البلانكتون من 210 مواقع في شتى أرجاء العالم، لتحديد مدى توزيع هذه الكائنات، ورصد كيفية تفاعلها مع بعضها بعضا، كما أجروا تحليلا وراثيا لها.
وقال كريس باولر، مدير أبحاث بالمركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية، أحد المشاركين في الدراسة، التي أوردتها دورية (ساينس): «البلانكتون شيء أكبر من مجرد كونه غذاء للحيتان».
وأضاف: «على الرغم من صغر حجمها، فإن هذه الكائنات مكون حيوي لمنظومة دعم الحياة على وجه الأرض، إذ توفر نصف غاز الأكسجين المنبعث سنويا على وجه الأرض، من خلال عملية التمثيل الضوئي عند قاعدة السلاسل الغذائية البحرية، التي تعتمد عليها جميع أوجه الحياة الأخرى بالمحيط».
وأجرى العلماء أضخم عملية من نوعها حتى الآن في علوم البحار، لرصد التسلسل الجيني للحمض النووي، ووضعوا أيديهم على نحو 40 مليون جين للبلانكتون، معظمها لم يكن معروفا من قبل.
واتسم معظم البلانكتون بدرجة أكبر من التنوع الوراثي عما كان يعتقد من قبل، لكن التنوع الجيني للفيروسات البحرية كان أقل من المتوقع.
وقال باولر إنه من خلال إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتحويله إلى كربون عضوي عبر عملية التمثيل الضوئي، يوفر البلانكتون مادة عازلة ضد تزايد غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن احتراق الوقود الحفري.
وقال رومين تروبليه، مدير البعثات البحرية تارا، إن السفن الشراعية أبحرت مسافة 140 ألف كيلومتر خلال المهمة البحثية البحرية.
وكابد أعضاء البعثة العلمية مصاعب جمة، منها محاصرتهم حول كتل الجليد القطبية عشرة أيام، وعواصف في مياه البحر المتوسط ومضيق ماجلان، فضلا عن الإبحار عبر خليج عدن، تحت حراسة البحرية الفرنسية، لحمايتهم من القراصنة.
ووجد العلماء أن معظم التفاعلات بين كائنات البلانكتون ذات خلفية طفيلية، كما وجدوا أدلة على انتشار واسع للفيروسات في المحيطات.
وقالت جنيفر بروم، أستاذة علوم المحيطات بجامعة أريزونا، المشاركة في هذا البحث: «لأن معظم المكونات الكثيرة للبلانكتون من البكتريا، فإنه يعتقد أن غالبية الفيروسات في المحيط أصابت البكتريا بالعدوى».
وأضافت: «خير سبيل لفهم ذلك هو أن نتصور وجود نحو 200 مليون من الفيروسات في كل ملء فم من مياه البحر، وأن معظم هذه الفيروسات تصيب نحو 20 مليونا من البكتريا الموجودة في كل ملء فم من مياه البحر».