النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس
- 11-05-2015, 07:16 AM #1
الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس
الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.
اختلف الناس في العزلة والمخالطة، أيتهما أفضل ؟ مع أن كل واحدة منهما لا تنفك عن فوائد وغوائل،
وأكثر الزهاد اختاروا العزلة. وممن ذهب إلي اختيار العزلة : سفيان الثوري ، وإبراهيم بن أدهم ، وداود الطائى ،
والفضيل، وبشر الحافي، في آخرين.
وممن ذهب إلى استحباب المخالطة سعيد بن المسيب، وشريح، والشعبي، وابن المبارك في آخرين.
ولكل طائفة فيما ذهبت إليه حجج، ونحن نشير إلى ذلك.
أما حجة الأولين ، فقد روى في "الصحيحين" من حديث أبي سعيد قال : قيل: يا رسول الله، أي الناس خير؟
قال:
"رجل يجاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره".
وفي حديث عقبة بن عامر رضى الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال:
"املك عليك لسانك،
وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : خذوا بحظكم من العزلة.
وقال سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه : لوددت أن بيني وبين الناس باباً من حديد،
لايكلمنى أحد ولا أكلمه حتى ألقى الله سبحانه. وقال ابن مسعود رضى الله عنه:
كونوا ينابيع العلم، مصابيح الليل،
أحلاس البيوت (1) جدد القلوب (2) خُلقان (3) الثياب،
تعرفون في أهل السماء، وتخفون على أهل الأرض.
أما حجة من اختار المخالطة، فمن ذلك قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم:
"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم" ،
واحتجوا بأشياء غير ذلك ضعيفة لا تقوم بها حجة على ذلك،
منها قول الله تعالى:
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا}
[آل عمران: 105]، وهذا ضعيف، لأن المراد تفرق الآراء والمذاهب فى أصل الشريعة،
واحتجوا أيضاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
"لا هجرة فوق ثلاث"
قالوا: والعزلة هجر بالكلية،
وهذا ضعيف لأن المراد به قطع الكلام والسلام والمخالطة المعتادة.
فوائد العزلة:
الفراغ للعبادة والتخلص بالعزلة عن المعاصي الخلاص من الفتن والخصومات و الخلاص من شر الناس
وأن ينقطع طمع الناس عنك، وطمعك عنهمة و الخلاص من مشاهدة الثقلاء والحمقى
فوائد الإختلاط :
التعلم والتعليم، والنفع والانتفاع، والتأديب والتأدب، والاستئناس والإيناس، ونيل الثواب في القيام بالحقوق،
واعتياد التواضع، واستفادة التجارب
قال العلامة الخطابي في العزلة:
قال بعض الحكماء:
إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته ، وعدم الفضلية من نفسه ؛ فيتكثر حينئذ بملاقاة الناس ،
ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم ، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة ،
ويتفرغ الاستخراج الحكمة .وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.