التفاؤل هو توقع الخير وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان،
والتفاؤل كلمة والكلمة هي الحياة!

والتفاؤل هو الحياة، وعند الترمذي وابن خزيمة عن أبي سعيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا
تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا
وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا.

وهذا الحديث الشريف نص في أثر الكلمة واللسان والتفاؤل
اللفظي على حياة الإنسان؛ ومن هنا يصحُّ أن نقول:

ما تقولُه تكونه وما تريد أن تكونَه فعليك أن تقوله على لسانك.
فالذين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة ناجحة سعيدة؛

عليهم أن يُجْرُوا هذا على ألسنتهم ليكون عادةً لفظية لهم
فلا يسأم الواحد منهم أن يردد: أنا مُوفَّق أنا سعيد.

النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفاءل باللغة وألفاظها الجميلة؛
جاء إلى المدينة وهم يسمونها يثرب وهو اسم لا يخلو من إيحاءات سلبية؛
فسماها النبي صلى الله عليه وسلم" طابة" أو "طيبة" من الطيب والخير.
وفي صحيح مسلم أنه سأل عن فتاة:
ما اسمها؟ قالوا: عاصية فقال صلى الله عليه وسلم:
لا هي جميلة.

وهنا لا يفوت الملاحظ أن يدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يسمّها مطيعة وإنما سماها: "جميلة"
وكلا الاسمين ذو دلالة إيجابية،
لكنه صلى الله عليه وسلم أشاد هنا بالجمال
وأراد أن يبين أنه أحد الأوصاف الحسنة.
والجمال يشمل فيما يشمل جمالَ الظاهر والباطن وجمال الخَلق
والشكل وجمال الخُلُق والمعنى وجمال الجسد وجمال الروح.

وحين كان يسأل رجلاً عن اسمه؛ فقال: حزن. قال:
بل أنت سهل.كما في صحيح البخاري.