أتفكر كثيرا قبل إتخاذ قرار ما ؟
أتجد صعوبة في إتخاذ هذا القرار ؟
حقا كيف نأخذ قرارا سريعا في وقت لا نملك فيه الوقت الكافي ؟
وكيف نأخذ القرار الصحيح؟


بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على محمد النبي الأمي الأمين وعلينا وعلى عباد الله الصالحين أما بعد.




مقدمة :



حياتنا كلها قرارات لا أقل ولا أكثر.


نحن مخيرون في إتخاذ جميع قراراتنا .

فلنا أن نختار لنتوجه يمنة أو يسرة .......نركب أو نمشي .....نبيع أو نشتري....نطيع أو نعصي.....


أرى كثيرا من الناس يتخذون قراراتهم بمنتهى البساطة .....وأراهم لا يشغلون تفكيرهم في ماهية هذه القرارات, هل هي صائبة أو غير صائبة ,إلا بعدما يتعرضون لأذى أو صدمة ما ...
عندها فقط قد يعيدون النظر في هذه القرارات .

وأرى بعض الناس لا يستطيعون اتخاذ القرار .....بل غالبا يلجأون إلى غيرهم ليأخذوه بدلا عنهم .....


القرار:



القرار هو الإرادة لعمل شيء ما أو التوجه لناحية معينة .


والقرار يكون إما صائبا أو خاطئا .فكيف نعين كليهما ؟

وكما ترى يختلف الجميع بلا ريب في هذا الأمر في معظم الأحيان...

فما هي المرجعية لتعيين الصواب من الخطأ؟

حتى في هذا الأمر يختلف الجميع فمنهم من جعل المرجعية لنفسه فقط فيتبع ما يراه هو مناسبه وما يحلو لنفسه.

ومنهم من جعل المرجعية لأهله ولكبرائه وما ألفى عليه آباءه .

فما هي المرجعية الحقة .

في هذا أقول ألا لله يرجع الأمر كله ....

الله يقص الحق وهو يهدي السبيل سبحانك يا الله .

ما جعل أمم عظيمة تضمحل وتعذب.....أليس لأنهم جعلوا المرجعية للمال و الشهوات...

أو جعلوها لذويهم وأهليهم فقالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ...

إلا تتفق معي في هذا ....

صدق لبيد ابن ربيعة حين قال :

ألا كل ما خلا الله باطل و كل نعيم لا محالة زائل

إذا كان قرارك لله خالصا لوجهه فهو قرار صائب و إن كان غير ذلك فهو غير ذلك.....

والله لا يحتاج شيئا منك بل أنت الذي تحتاج أن تثبت له أنك عبد له تريد بكل شيء في هذه الدنيا وجهه الكريم فقط

تريد المال لتنفقه و تريد الزواج لتطيعه وتريد اللعب لتقوى من أجله وتريد التعليم لتنفع غيرك و تعين نفسك


قرار القرار:

قد تتساءل معي كيف آخذ قراري وأنا أريد به وجه الله حقا....


كيف أختار السيارة المناسبة .........أو الملابس اللائقة ........أو التجارة النافعة........أو غيرها من أمور الدنيا خاصة و ليست لدي معرفة بهذه الأمور.


أنت لست وحدك في هذه الحياة في البداية استعن بالله واسأله العون و السداد واستخره في هذا الأمر.



ثم يأتي بعد ذلك سؤال أهل الخبرة الحقة والذكر الحق وشاور من تثق فيه و برأيه.


قال العزيز الحكيم في محكم التنزيل :

واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

وقال أيضا :

فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ( 36 ) والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ( 37 ) والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون.




وخذ قرارك الذي يمليه عليك قلبك فقد أعطيت عقلك الفرصة لتقليل الإحتمالات.



القرار السريع:



كثيرا ما نجد أنفسنا معرضين لإتخاذ قرار سريع تنحرك يمنة أم يسرة مثلا ..ولا يوجد من نسأله .....


أنا شخصيا دائما أختار اليمين .....

في الواقع جميع القرارات التي تتخذها لوجه رب العباد لا تفضيل بينهم فكلهم منه وإليه ....

إذا أحبك العلي القدير كان هو سمعك وبصرك ويدك ولسانك....

كانت كل تصرفاتك منه هو .......

كما قالوا كن عبدا ربانيا......

هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين