وصفت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية العودة القوية لرئيس الوزراء البريطاني، زعيم حزب «المحافظين»، ديفيد كاميرون، إلى «10 داونينج ستريت» بعد فوزه بالأغلبية المطلقة في مجلس العموم بـ«تسونامي انتخابي قلب كل المعطيات في المملكة المتحدة».

وأشارت الصحيفة الفرنسية، في افتتاحيتها، السبت، إلى أن «التحدي الحقيقي، الذي تواجهه المملكة المتحدة يتعلق بمدى تماسكها خاصة بعد أن حقق الحزب القومى الأسكتلندى، الحزب المؤيد للاستقلال عن بريطانيا، فوزاً كبيراً بحصده 56 مقعداً من مقاعد البرلمان».

وقالت إن «الحزب سيجعل كاميرون يرى أياماً صعبة بشأن السلطات التي سيمنحها له لأجل الإبطاء من سعي القوميين الأسكتلنديين نحو الاستقلال، وهو الاتجاه الذي يجد صدى قوياً في اسكتلندا وفى انجلترا».

وذكرت أن «كاميرون المنتصر حرص على التأكيد على وحدة الأمة البريطانية، ووحدة المملكة المتحدة، الأمر الذي قد يتطلب إعادة تنظيم الوضع السياسي لبريطانيا وبشكل متعمق بجعلها أكثر فيدرالية».

وأضافت «لوفيجارو» أن «هذا الثمن الذي ينبغى دفعه لأجل الوحدة يذهب في صالح التوجه نحو الإبقاء على المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي خصوصاً أن الاسكتلنديين جعلوا من الانسحاب من الاتحاد خطاً أحمر يكفى لتبرير طلبهم بالانفصال عن بريطانيا».

وقالت: «على الأوروبيين التمسك بهذه الفرصة بالحفاظ على مملكة متحدة في أوروبا متحدة»، على حد تعبيرها.

ونقلت الصحيفة تجديد ديفيد كاميرون وعده بتنظيم استفتاء، قبل نهاية 2017، يتحدد وفقه الإبقاء على بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبى أو الانسحاب منه الأمر الذي وصفته الصحيفة بأنه «يثير قلق المناصرين للوجود البريطانى داخل الاتحاد».