أسباب سقوط العقوبة عن العصاة

إن المؤمن لم يخلقه الله جل وعلا معصوما من الذنوب والخطايا بل وانه يطيع ربه ويجتهد في طاعته قدر استطاعته ممتثلا أمر الله عز وجل:"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" (العنكبوت 69) فإذا وقع في معصية فان الدنيا كلها تضيق عليه...بل انه يشعر في ذلك الوقت إن هذا الذنب كأنه جبل وهو قاعد أسفل الجبل يخشى إن يقع عليه. وكل ذلك لأنه يستحضر دائما وأبدا رقابة الملك جل جلاله ولذا من كمال رحمة الله إن جعل للإنسان فرجا ومخرجا من تلك الذنوب إما بغفران الذنوب وسقوط العقوبة وإما بتبديل السيئات حسنات فتلك هي رحمته التي وسعت كل شيء
1- أسباب سقوط العقوبة عن العصاه

يقول صاحب شرح العقيدة الطحاوية :إذا وقع العبد المؤمن في المعصية فان الله سبحانه وتعالى قد فتح لعباده أبواب رحمته للخلاص من عقوبة ما يقع فيه إذا اخلصوا واتقوا,فالحسرة كل الحسرة لمن لم يتعرض لتلك الأسباب التي تسقط عنه العقوبة..هذا وقد استقرأ بعض العلماء الأسباب التي تسقط العقوبة عن المعاصي في نصوص القرآن والسنة منها:


السبب الأول-التوبة: فقد قال تعالى :"فخلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا, إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا" (مريم 59-60) والتوبة التي تسقط العقوبة هي التوبة النصوح وهي الخالصة النابعة من القلب لا المقتصرة على النطق باللسان وهي ما يصحبها الندم على ما فات من المعاصي والعزم على عدم العودة إليها وعمل الصالحات...


السبب الثاني-الاستغفار: فقد قال تعالى :"ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" (الأنفال 33) والواقع إن الاستغفار يدخل في معنى التوبة فان الاستغفار طلب مغفرة الذنوب التي وقع فيها العبد وهو ما يدخل في الندم على ما قدم الإنسان...وتزيد التوبة عن الاستغفار إن في معناها العزم على اجتناب المعاصي في المستقبل


السبب الثالث-فعل الحسنات: فقد قال سبحانه وتعالى :"إن الحسنات يذهبن السيئات" (هود114)
السبب الرابع-الوقوع في المصائب الدنيوية لقوله صلى الله عليه وسلم "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا غم ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " متفق عليه. واعلم إن تكفير الخطايا يكون بسبب وقوع المعصية نفسها فإذا صبر المبتلى فاز بثواب جديد فوق تكفير خطاياه وان سخط اكتسب إثما جديدا ويبقى تكفير خطاياه بوقوع المصيبة
السبب الخامس –عذاب القبر
السبب السادس –أهوال يوم القيامة وشدائده
السبب السابع- شفاعة من أذن الله لهم بالشفاعة يوم القيامة
السبب الثامن – عفو ارحم الراحمين من غير شفاعة كما قال تعالى :" ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" (النساء 48)
السبب التاسع –دعاء المؤمنين واستغفارهم في الحياة وبعد الممات


السبب العاشر :ما رواه البخاري إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل منه بمسكنه كان له في الدنيا


السبب الحادي عشر –ما يهدى للعبد المؤمن من ثواب صدقة أو قراءة أو حج أو نحو ذلك فقد اتفق أهل السنة على إن الأموات من المؤمنين ينتفعون من سعي الأحياء بأمرين :
الأمر الأول – ما تسبب إليه الميت في حياته لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال "إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث :صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به من بعده " رواه مسلم

الأمر الثاني – دعاء المسلمين واستغفارهم والصدقة والحج واختلفوا في العبادات البدنية كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر