الغزو الفكري


الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً.

أهداف الغزو الفكري :

1 - إزالة مظاهر الحياة الإسلامية من حياة المسلمين .
2 - إقامة سلوكيات النصارى مكانها . قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )
3- إذا لم يتقبل المسلمون التنصير فلا مانع من إخراجهم من الإسلام وإبقائهم بغير دين .


بنى غزاة الفكر مناهجهم وطرقهم لتحقيق هذه الغاية على أسس أهمها :

أ - بث الشبهات حول مصادر الإسلام من القرآن والسنة .والإجماع ، والقياس ، والاجتهاد ، والاستحسان ، والمصالح المرسلة .

ب - إيجاد روح التخاذل والذل النفسي كنتيجة لتلك الشبهات بين المسلمين ، وإيحائهم أن تراث الإسلام غير قادر على مسايرة الحضارة والتثقيف الحديث ، وأن تخلف المسلمين لم يأت إلا كنتيجة لتمسكهم بمبادئ لا تنسجم مع متطلبات العصر .

ت - تقديم دراسات مشوهة عن الحياة الإسلامية العملية , تُنَفر النفس البشرية من الإسلام ، مع تقديم البديل الغربي في أبهى حُلَّة وأجمل صورة ، وقادة هذا الميدان هم المستشرقون ودراساتهم الإستشراقية .

ث - ترجمة الدراسات الإستشراقية إلى أغلب اللغات التي تتكلم بها الشعوب المسلمة ، من العربية والأردية والإندونيسية والسوا حلية ....

ج – بما أن العالم الإسلامي مغلوب في ميادين المعرفة والاختراع الماديين ، يرسل أفضل أدمغته إلى الغرب لاكتساب التقنية ، فيقوم الغرب بغسيل أدمغة هؤلاء من الإسلام في الأعم الأغلب .
فلا يعودون إلى بلدانهم إلا متشبعين بالثقافة الغربية تمجيداً واستحساناً ، ينظرون إلى حضارة الإسلام ومبادئها بمنظار النقد والهدم ، ويزداد الأمر سوءاً حين تُوكَلُ إلي هؤلاء المناصب القيادية من التخطيط ووضع الأسس للرقي والتقدم .

ح - استعمار العالم الإسلامي بقوة السلاح ، وفرض عقيدة التنصير على الشعوب المسلمة ، تحت وطأة الحاجة ولقمة العيش .

خ – فرض قيادات على الدول الإسلامية ، تخرجت على مناهج معينة ، في مدارس معينة، مهمتها تخريج القيادات الموالية للغرب كجامعة أكسفورد في انجلترا .
أما باكستان فحدث عن كثرتها ولا حرج ، من أعظمها إِيْجِي سَنْ كالج ، الواقع في أعظم شوارع لاهور { مال رود } وجل الساسة الباكستانيين متخرجون منها ، ويليه في المرتبة لاَرَنْس كَالِج ، ف مُرِي كالج ، ويليهما سِنْت مِيْرِيْ سكول ، و كِيْتَهدَرَلْ سكول ، وكَارِيْتَاس جَرْج .

أسأل الله سبحانه أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا وأن يعيذها من مكايد أعدائها ويرزقها الاستقامة في القول والعمل حتى تكون كما أراد الله لها من العزة والقوة والكرامة، إنه خير مسئول وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.