أعلنت الشركة المُصنعة لسيارة «أودي» الألمانية عن تمكنها من صناعة وقود حيوي جديد باستخدام الماء وأول أكسيد الكربون فقط.




وقالت الشركة في بيان نقله الموقع الأمريكي «تيك رايدر» إنها استخدمت الطاقة الشمسية لإنتاج الوقود «من لا شىء»، حيث تمكنت معامل الشركة الموجودة بمدينة «دريسدن» الألمانية من إنتاج ذلك الخام الذي يحتوى على سلاسل طويلة من الهيدروكربونات، على غرار الوقود الأحفورى الطبيعي، إلا أنه خال من الكبريت والعطريات، الأمر الذي يجعل احتراقه نظيفا، كاملا، وغير مُضر بالبيئة.

وتحاول العديد من الشركات منذ أمد بعيد من اختراع وقود مثل هذا، عن طريق استخدام الزيوت النباتية، الطحالب أو الماء، ونجحت بالفعل في صياغة عمليات احتراق كاملة داخل محركات تعمل بالوقود المستنبط من تلك المواد، إلا أن التحدي كان يكمن في خلق وقود يعمل على المحركات العادية بشكل عادى ودون إجراء أي تعديل عليه، وهو الأمر الذي نجحت فيه الشركة الألمانية العملاقة.


الخطوة الأولى في صناعة الوقود الجديد هو تسخير الطاقات المتجددة لتسخين المياه حتى تصل حرارة بخارها إلى 800 درجة سيليزية، عندها؛ وبالاستعانة بالتحليل الكهربي للبخار الناتج يتكسر إلى هيدروجين وأكسجين، ثم تتم إزالة الهيدروجين وخلطة مع كميات من أول أكسيد الكربون؛ تحت حرارة عالية وضغط كبير، لتأتى النتيجة بسلسلة من الهيدروكربونات، وهي المكون الأساسي للوقود الأحفورى العادي.

العملية التي استخدمتها «أودي» لصناعة الوقود ليست جديدة، فهى معروفة منذ عشرينيات القرن الماضي تحت اسم «عملية فيشر تروبش»، وكان الألمان قد استخدموها أثناء الحرب العالمية الثانية لتحويل الفحم إلى وقود ديزل، وتستخدم حالسا من قبل شركات مختلفة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان التي تحظي بمعدلات إنتاج نفط منخفضى مقابل معدلات غاز وفحم مرتفعة، غير أن استخدام تقنيات الطاقات المتجددة لفصل الغازات في الماء جديدة، وهو الأمر الذي يُزيد من كفاءة العملية وسيقلل تكلفتها في المستقبل، الأمر الذي يجعل سعر وقودها «تنافسي» بالنسبة للوقود الأحفورى العادي.