وقتك حياتك ..... جنتك أو نارك

الأيّام تمشي والشهور تسير والسنون تمضي؛ والبصير من بصّره الله .. أسأل الله أن يُعيد علينا وعليكم أعواماَ عديدة وأزمنة مديدة.. ونحن في خير وصحة وعافية وسلامة وأمن

يقول الحسن البصري عليه رحمة الله: "يا بن آدم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يومك ذهب بعضك" ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت يوما مثل ما ندمت على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه عمري ولم يزد فيه عملي" ويقول سبحانه وتعالى: "وكل إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً* اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً*من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه".

الوقت هو الحياة.. فمن استغله فإنما استغل حياته، ومن فرط فيه فهو لما سواه أضيع!!
ومحاسبة النفس بالتأكيد ليس فقط في نهاية العام وإنما في كل أوقات العام.لنتذكر مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال في خطبته : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنه أهون لحسابكم، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ".

هل للوقت قيمة حقا في ديننا؟؟

هناك أحاديث كثيرة توضح ذلك منها.
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟" حديث صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم:
" اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك " حديث صحيح


فعلينا أن نغتم فراغنا ليس بالضرورة أن تقضي وقتك كله في العبادة كالصلاة أو الصيام
بل كل عمل تقوم به إن صححت فيه نيتك فهو عبادة لله جل وعلا
استغل كل ثانية من وقتك في طاعة الله جل وعلا
فعمر المسلم في هذه الدنيا قصير وأنفاسه محدودة وأيامه معدودة.
فمن استثمر هذه اللحظات والساعات في الخير فطوبى له. ومن أضاعها وفرط فيها فقد خسر زمنا لا يعود إليه أبدا.


وقتك حياتك ..... جنتك أو نارك
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جنَّ ليــــلٌ هـــــل تعــيشُ إلــى الفجــــرِ
فكم من سليمٍ مات من غير عِلَّةٍ
وكم من سقيمٍ عاش حِيناً من الدهرِ
وكم من فتىً يمسي ويصبح آمناً
وقــــد نُسجتْ أكفانُه وهــــو لا يـــــــدري


والله تعالى أسأل أن يبارك في أوقاتنا وأعمارنا وأن يحسن أعمالنا