النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: علاج الجيوب الانفية
- 25-04-2015, 10:57 PM #1
علاج الجيوب الانفية
علاج الجيوب الانفيةلسنة النبوية لها عدة معانى فالسنة فى اللغة : هى الطريقة والمنهج ، منها قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( فعليكم بسُنّتى ، وسُنّة الخلفاء الراشدين المَهْدِيِّين ) رواه الترمذى وعند الإهتمام بدراسة السنة النبوية والإلمام بالاحاديث الشريفة وفهمها وتفسيرها من العلماء فإن ذلك قد يساعدنا على إكتشاف الكثير من الأسرار الكونية والطبية والتى ما زال الطب عاجزاً أمامها وقد سبقه الطب النبوى على تفسيرها وشرحها وتحليلها وإعطاء الحلول الصحيحة والقاطعة لهذه المشاكل والأسرار ويعتبر مرض التهاباب الجيوب الأنفية من المشاكل المزمنة والمنتشرة ويعانى منها كثير من الناس رجالا ونساء ، كباراً وصغاراً. وأكثر أعراضها إنتشاراً هو الصداع الذى قد يحيل حياة المريض إلى جحيم لا يطاق ، ليس هذا فحسب إنما تكمن خطورتها الحقيقية فيما قد تسببه من مضاعفات قد تذهب بالبصر إذا لم يحسن علاجها فى الوقت المناسب ، ولكى نتفهم حجم المشكلة وطبيعتها وكيفية الوقاية منها وعلاجها سنناقش في هذا الموضوع الجوانب العلمية المتعلقة بالتعرف على التركيب التشريحى للجيوب الأنفية ووظائفها وأسباب الأمراض التى تحدث فيها ومضاعفاتها وكيفية تشخيصها وعلاجها في الطب الحديث ، ثم نقدم طرق العلاج بالطب النبوى لهذه الظاهرة المرضية ، ثم نبين وجه الإعجاز العلمى فى الوصفة النبوية لهذا المرض والذى قد عجز الطب الحديث على إكتشاف علاج قاطع له .
أولا : ما هى الجيوب الأنفية وما هى وظائفها ؟
هى مجموعة من التجاويف الداخلية فى عظمة الجمجمة محيطة بالأنف من الناحيتين اليمنى واليسرى ومبطنة بغشاء مخاطي يشبه إلى حد بعيد ذلك الذى يبطن الأنف نفسه ، ويفرز هذا الغشاء افرازات تساعدها على القيام بوظائفها وتصرف هذه الإفرازات عن طريق ثقوب دقيقة جداً إلى تجويف الأنف ثم إلى البلعوم الأنفى حيث تستقر بعد ذلك في المعدة ، وهذه التجاويف هى :
1- الجيب الأنفي الوجنى : يوجد أسفل العين ، ومتوسط حجمه في البالغين 15 مم3
2- الجيب الأنفي الجبهى : يوجد فوق العين وتحت المخ ، ومتوسط حجمه في البالغين 7مم3
3- الجيب الأنفي الغربالى : يوجد بين العينين وهو مجموعة من الجيوب الصغيرة ( 7-15مم )
4- الجيب جار الأنفي الوتدى : يوجد خلف الأنف وتحت الغدة الصنوبرية ، ومتوسط حجمه 7مم3
وبالنسبة لوظائف الجيوب الأنفية فلها وظائف عديدة ومنها:
1- ترطيب وتدفئة وتنقية هواء الشهيق
2- تخفيف وزن الجمجمة
3- تحسين نغمة الصوت
مشاكل الجيوب الأنفية :
تبدأ مشاكل الجيوب الأنفية بإنسداد فتحة جيب أو أكثر من الجيوب الأنفية ، وذلك يؤدى إلى تقليل أو توقف التهوية وكذلك تصريف الإفرازات من الجيب الأنفى وهذا يؤدى بدوره إلى تراكم هذه الإفرازات ، مما يؤدي إلى تلف الأهداب والخلايا الحاملة لها ، وهذا يهيئ الظروف لنشاط الميكروبات المرضية وتحول الميكروبات غير الضارة إلى ضارة ، وهذه تؤدى إلى التهابات وتورم فى الغشاء المخاطى ، مما يؤدى بدوره إلى مزيد من إنسداد الفتحات .
أعراض إلتهابات الجيوب الأنفية :
هناك عدة أعراض منها : الحمى والصداع وفقدان الشهية وإنسداد الأنف وإفرازات مخاطية وإختلال فى حاسة الشم ، آلام فى المنطقة السطحية المغطية للجيب أو الجيوب الأنفية المصابة ، كآلام تحت العين في حالات التهاب الجيب الانفي الوجنى ، وآلام في الجبهة في حالة التهاب الجيب الانفي الجبهى ، وآلام بين العينين عند التهاب الجيب الأنفي الغربالى ، وآلام خلف العينين ومؤخرة الرأس في حالة التهاب الجيب الأنفى الوتدى .
علاج إلتهابات الجيوب الأنفية :
أولاً العلاج الطبى وينقسم إلى قسمين :
– علاج دوائى : مضاد حيوى ، مضاد للهستامين ، قابض للأوعية الدموية وغسول للأنف .
– علاج جراحى: بإستخدام الميكروسكوب أو المنظار الجراحى، وغسول للأنف قبل وبعد العملية فهو يستخدم كعلاج من المرض وكذلك كوقاية لعودته مرة أخرى ، حيث يعمل على إزالة الإفرازات أولا بأول وكذلك يرطب الأهداب ويحميها من الجفاف الذى يعتبر من أهم أسباب الالتهابات.
ثانيا: العلاج النبوي: تكمن عبقرية الحل النبوى في كفاءته وفاعليته في العلاج وكذلك الوقاية ، ثم أيضا بسبب سهولة إستخدامه وسهولة تكراره ، وأهم من ذلك أنه ربما يكون بدون تكلفة على الإطلاق بل يثاب من يفعله بنيه ، والحديث الذى جاء بالحل رواه الخمسة ابن ماجة والنسائي وأحمد والترمذي وابن داود وصححه الترمذى وقال حديثٌ حسنٌ صحيح .
عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ قَالَ أَسْبِغْ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا.
أَسْبِغْ الْوُضُوء) : بِفَتْحِ الْهَمْزَة ، أَيْ أَبْلِغْ مَوَاضِعه ، وَأَوْفِ كُلّ عُضْو حَقّه وَتَمِّمْهُ وأكمله ، كمية وكيفية بالتثليث والدلك وتطويل الغرة ولا تَتْرُك شَيْئًا مِنْ فَرَائِضه وَسُنَنه .
وَخَلِّلْ بَيْن الْأَصَابِع) : التَّخْلِيل : تَفْرِيق أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوء، وَأَصْله مِنْ إِدْخَال شَيئ فِي خِلال شَيئ وَهُوَ وَسَطه .
قَالَ الْجَوْهَرِىّ : وَالتَّخْلِيل: اِتِّخَاذ الْخَلّ وَتَخْلِيل اللِّحْيَة وَالأصَابِع فِي الْوُضُوء، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ : تَخَلَّلْت.
ويوضع الشاهد في الحديث قوله ؟ وبالغ في الاستنشاق ) : بإيصال الماء إلى باطن الأنف بل إلى البلعوم حيث فٌهم ذلك من الجزء الأخير من الحديث (إلا أن تكون صائما ) .
وجه الإعجاز في الحديث :
هو اختيار الرسول المبالغة في الاستنشاق بالذات ، فالبرغم من أمره بالإسباغ فى أعضاء الوضوء كلها إلا أنه اختص الأنف بمزيد عناية واهتمام، ولأنه أوتى مجامع الكلم ، فقد اختار كلمة واحدة شملت كل الصفات اللازمة في الغسول ، فالمبالغة تعنى الكثرة الكمية والنوعية ، فالمبالغة الكمية تعني كثرة عدد الغسلات ، أى الإستمرارية التى أشرنا لها في صفات الغسول الفعال ، بالإضافة إلى ترغيبه فى أحاديث كثيرة فى أن يظل المسلم على طهارة بإستمرار ، و أما المبالغة النوعية فتعنى المبالغة فى إيصال الماء إلى داخل عمق تجويف الأنف حتى تصل إلى البلعوم فى غير نهار الصيام.
فقد رأينا أن الشق العلمي في الموضوع، وهو أهمية غسول الأنف في علاج التهابات الجيوب الأنفية والوقاية منها ، حقيقة علمية مؤكدة بالمراجع العلمية ، فكثرة غسول الأنف لابد أن يؤدى إلى تنظيفها وإزالة الإفرازات والجراثيم منها ومن ثم حمايتها من الالتهابات ، فالحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله ، فوصيتى لكم أيها المتوضئون أن تبالغـوا فى الاستنـشـاق وقاية ، وبالغوا فى الإستنشاق شفاء ، وأهم من كل ذلك بالغوا في الإستنشاق سنة وإقتداء ، هذا للعلم وللفائدة للجميع فما بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلا رحمة للعالمين .