بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...

أما بعد ...

***



أحبتي في الله



قال : لا أستطيع ، قد حاولت كثيرا ، المشكلة بداخلي ، ولا أعرف كيف السبيل ؟ أنا اشعر أني في دوامة لن تنتهي ، أنا محبوس ، أنا مقيد ، صدقني - أنا لا أريد أن أخدعك - لن ينفع معي أي شيء فلا ترهق نفسك معي .

وقلت : بل ستفك قيدك ، وستتغير بحول الله وقوته ،ستعود ، فليس لك غير سبيل ربك من سبيل ، ستحطم تلك الأغلال بإذن الكبير المتعال ، لن تستسلم ، لن تعيش هكذا ، أنا على ثقة بالله أنه لن يضيعنا ، وهذه المرة ستكون مختلفة .

*** نعم هذه كلماتي لكم جميعا - معاشر الأحبة -
وهذا نبض قلبي بين كلماتي يبث فيكم الأمل ، ويستعلي فيكم الهمم ، فإنه إن كانت أراضينا مسلوبة ، والأقصى بيننا يستغيث ، فإن البداية أن نتحرر نحن أولا ، فإن احتلال الإنسان أخطر من احتلال الأوطان

***


ألست على ذنب لا تعرف كيف التوبة منه وقد تبت منه كثيرا ولا يزال عالقًا بك لا تعرف منه خلاصا ؟
تعال " فك قيدك "
ألست على نظام حياة وعادات مترسبة من سنين لا تهتدي سبيلا في تغييرها لتكون أنت اطوع لله ؟

تعال " فك قيدك "

ألست كثيرا ما تحبط وتيأس بسبب كثرة المحاولات غير الناجحة ؟


تعال " فك قيدك "


حبتي في الله ...
الله يقول : "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [ آل عمران : 139 ]
ستكون عاليًا بإيمانك يوم تفك قيدك .

الله يقول : " فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ " [محمد : 47]
فسنتوكل عليه وهو معنا ولن يضيعنا ولا يخيب فيه رجاؤنا .

الله يقول : " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ " [ آلعمران : 142 ]
والجنة سلعة الله غالية ، ومن أجل عتق النيران ونعيم الجنان سنجاهد مهما كانت الصعوبات ، سننتصر على أنفسنا ولابد بإذن الرحيم الرحمن .
***

أحبتي ..
"فك قيدك " فلم يعد هناك وقت للتفكير .


" فك قيدك " فكن حرًا فمضى زمان العبودية للشهوات ، والذل من أجل المعاصي.

" فك قيدك " أنت قوي بالله ، أنت تستطيع لو أردت بصدق وإخلاص ، وما تريده ستجده .
" مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ " [ الشورى : 20 ]
واجبنا العملى اليوم

ردد هذه الآية كثيرا في هذا اليوم لتكون بهاقناعة " إن معي ربي سيهدين " .

والهج بقول " لا حول ولا قوة إلا بالله " فإنها من كنوز الجنة .

وابدأ الطريق بدعاء طويل تطلب فيه من ربك أن يقيمك على دربه فناجِ الله كثيرا باسمه " الحي القيوم " لنحيا من جديد ونقوم على صراطه المستقيم .والله المستعان .