سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...





أدفأ الله قلوبكم بنوره , وغسل قلوبكم من طهوره , كما أن لكل بداية نهايه , لكل نهاية بدايه ...





يجزع بعضنا من النهايات , كأنه ليس بعدها بدايات. نهاية حياتنا الدنيويه , بداية حياة سرمديّه ...





عسى ربنا الرحيم أن يتغمدنا برحمته , ويتفضّل علينا الكريم بالخلود في جنّته ...





تعرّض بعضنا للشقاء والعناء حتى أصبحا له رداء , ولم يعرف , أو أنساه الشيطان ما يعرف ...





كل شقاء وعناء يمرّ بمسلم , إنما هو تكفير لذنب , أو زيادة أجر من كريم محب ...





وكل سعادة وغبطه تمرّ بكافر , إنما هي إستدراج وخسران , وتثقيل ذنوب في الميزان ...





لهف نفسي على قلوب العارفين , قبلت برضاء ما قسمه لها ربــّها من غير زين وزين ...





ما أشدّ ألم جروح أنفس حزينه ليس لها دواء, وما أطول ليلة يتيمة مسكينه عَـزّ عليها الرداء ...





أنت حزين , إذن أنت لست لوحدك , لو تكشّفت لك القلوب لأنهمر دمعك ...





أنت محزون مكروب , إنماهو لك تكفير ذنوب , لو لم تذق طعم الحزن , هل تراك تزن فرح عليك مسكوب ...؟





ما أقرب هذه القلوب المتكسره حزناً من الله , هل علمت نبياً ضحك جذلاّ حتى سقط على قفاه ...؟





لم يرى أحد نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم ضاحكاً أبدا , هل هناك سرّ في هذا , أم أنها من الأنبياء





في حق الله , جفاء ...؟





لَبَسَ الحزن والأسى قلوب بعض الناس , حتى لو أتاهم الفرح لم يعرفوه من اليأس ...





هَوّنُوا عليكم هذا الحُزن يا أحبّه , شدّة الحزن ( عندي ) إساءه لظن العبد بربّه ...





ما هو الفرح ؟ سؤال طالما سأله معذّبين , هل يتفضّل بالإجابة عليه من هم دائماً ( فرحين ) ...؟





قل لي وأنا أقل لك : هل تعرف قلباً لم يتلوّع بالحزن مثلك , حتى لو كان قلب ملك ...؟





هل الحزن لقيثارة قلوبنا إلاّ وزن لاحن ؟ هل تبدع القيثاره بلا وزن مُلحّن ...؟





إسطورة قديمه أعرفها من قديم , الحزن والفرح توأمان مختلفين , معك إحداهما , الأخرى تنتظر دورها للتقديم ...





مساكين , هؤلاء الباحثين بكل وسيله عن الفرح في عيون الملايين , فوق الأرصفه المُغْبَرّه بالضياع والأنين ,





وعلى الوجوه المُجَمّله بأصباغ العطّارين , وبين أرفف دكاكين المنافقين , ومع من لضحكاتهم رنين , وهم كلهم





مساكين محازين مكلومين غارقين في الطين حتى الأذنين ...





هل أنت باحثٌ عن الفرحه ليس فيها شَكْ , بل اليقين , إقرأ كلماتي وإفتح في قلبك كل عين ...





الفرح الحقيقي هو مع الله , هو من يملكه وهو من يعطيه , غيره , فرحه مجرّد حزن يبكيه ...





أيها الحزانى والمكلومين :





يا أحبتي في الله , يامن لم يحالفهم الحظ ولهم تَنَكّرْ وهم أطيب وأجود أبناء وبنات آدم , لا تيأسوا من رّوْحْ الله





وهو الأكرم , هو يشاهدكم وهو بكم أعلم , لا تيأسوا من رحمة الله , وهو الأرحم بكم من أمهاتكم ولكم في قصة





رسول الله صلى الله عليه وسلم عبره ومغنم , قد كتَب المَلَك رزقكم وسعادتكم وشقاءكم وأنتم في بطون أمهاتكم , فمن



رَضىَ بقضاء الله وقدره وصَبَرْ ظفر وغَنَمْ ومن سَخَط وتذمّر تأسّف يوم الحساب ونَدم ...





تذكّروا أن لكل بداية حزن نهايه , ولكل نهاية حزن بداية فرح آتيه , فإصبروا , فإن الفرحه بمشيئة الله آتيه...





والحمد لله رب العالمين الرحيم الكريم الحليم من سنقف أمامه في النهايه وبرحمته سَنغنَم ...