تشهد منافسات دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بداية نارية يترقبها عشاق اللعبة من جميع أنحاء العالم حيث تنطلق الثلاثاء بما يعد إعادة لنهائي بطولة الموسم الماضي بين الجارين ريـال مدريد حامل اللقب وأتلتيكو مدريد على ملعب «فيسنتي كالديرون» معقل الأخير.




كان ريـال مدريد قد توج بعاشر ألقابه في البطولة إثر فوزه في النهائي على أتلتيكو مدريد 4-1 في مايو الماضي بمدينة لشبونة لكن تلك النتيجة لا تكشف الحقيقة كاملة، حيث كان أتلتيكو على بعد دقائق من التتويج بعد الوقت الاصلي إلا أن سيرجيو راموس خطف هدف التعادل للريـال في الوقت المحتسب بدلا الضائع.

ويترقب الجميع منافسة على نفس المستوى من الإثارة والقوة بين الجارين في دور الثمانية، وهو ما ظهر في تصريحات دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو حيث أكد أنه يتوقع مواجهة ندية «ربما تحسم من خلال تفاصيل صغيرة».

وجاءت توقعات الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريـال مدريد متشابهة، حيث قال عقب المباراة التي فاز فيها الملكي على إيبار مساء السبت «نخوض دوري الأبطال بمستوى جيد وبصفوف مكتملة.. ستكون مواجهة صعبة، كما هو الحال دائما أمام أتلتيكو (الذي فاز على الريـال في آخر أربع مواجهات بينهما)».

ولا تبدو الحسابات بنفس الدرجة من التعقيد، من الناحية النظرية، في المواجهات الأخرى بدور الثمانية حيث يستضيف يوفنتوس حامل لقب الدوري الإيطالي فريق موناكو الفرنسي غدا بينما يلتقي بايرن ميونيخ بطل ألمانيا مع مضيفه بورتو البرتغالي وبرشلونة متصدر الدوري الاسباني مع مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، الأربعاء.

يعد يوفنتوس وبايرن وبرشلونة المرشحين الأوفر حظا لكن هناك أسباب تدفع للتشكيك في أن تكون تلك المواجهات محسومة.

فجماهير بايرن ميونيخ ترى أن فريقها قادر على تجاوز بورتو على ضوء المستوى الذي تقدمه كتيبة جوسيب جوارديولا في الدوري الألماني (بوندسليجا)، ولكن الأمر ربما يكون أصعب من المتوقع أمام الفريق البرتغالي الذي توج بالبطولة الأوروبية مرتين من قبل في 1987 وتحت قيادة جوزيه مورينيو في 2004 .

وكان تتويج بورتو في 1987 على حساب بايرن ميونيخ، لذلك فالأمر لا يبدو محسومًا للفريق البافاري كما يرى جوارديولا خاصة في ظل الأزمة التي يعانيها الفريق الالمانى بسبب الإصابات في صفوفه.

ويأتي النجم آريين روبن ضمن قائمة المصابين في البايرن، لكن الفريق قد استعرض قوته بالفوز الذي حققه على آينتراخت فرانكفورت 3-صفر مساء السبت ليصبح على بعد ثلاثة انتصارات فقط من حسم لقب البوندسليجا.

وقال جوارديولا «يجب أن نستجمع قوتنا الآن ونوجه تركيزنا نحو بطولة تحمل طابعا خاصا. أتمنى أن أواجه بورتو بهذه المجموعة من اللاعبين ولا نتعرض لأي إصابات أخرى».

أما عن يوفنتوس وبرشلونة، فربما تشكل الكبوة التي تعرضا لها مطلع هذا الأسبوع في المنافسات المحلية، حافزا لموناكو وسان جيرمان صاحبي المركزين الثالث والأول في الدوري الفرنسي، على الترتيب.

فقد تلقى يوفنتوس متصدر الدوري الإيطالي صدمة بهزيمته أمام بارما صفر-1 مساء السبت في المباراة التي أراح فيها المدير الفني ماسيميليانو أليجري عدة لاعبين، وصرح قائلا «أمام موناكو، ستكون مباراة أخرى» حيث يتطلع إلى عودة كارلوس تيفيز من الإصابة.

ويحتل الأرجنتيني تيفيز صدارة قائمة هدافي الدوري الإيطالي برصيد 17 هدفا وقد أحرز ستة أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم.

كذلك ينتظر عودة حارس المرمى جيانلويجي بوفون لصفوف يوفنتوس لكن الشكوك لا تزال تحوم حول المدافع أندريا بارزالي.

وفي خط الوسط، لا يزال بول بوجبا غائبا بسبب الإصابة ولكن تعافي صانع الألعاب أندريا بيرلو من إصابة في ربلة الساق قد يمنحه فرصة المشاركة للمرة الأولى منذ سبعة أسابيع.

أما برشلونة، فقد تراجع الفارق الذي يتفوق به في صدارة الدوري الأسباني إلى نقطتين، بعد أن أهدر تقامه بهدفين وتعادل مع اشبيلية 2-2 مساء السبت، نفس اليوم الذي شهد تتويج باريس سان جيرمان بلقب كاس الرابطة الفرنسية إثر فوزه على باستيا 4-صفر في النهائي.

وقال لوران بلان المدير الفني لسان جيرمان «إنه فوز رائع، ولكن بالنسبة للمباريات المقبلة، كان الفوز مجرد طريقة مثالية لإعداد أنفسنا.. ليس لدينا الوقت للاحتفال كثيرا بهذا التتويج، لأنه يجب علينا الاستعداد لبرشلونة».

ويفتقد باريس سان جيرمان جهود نجم هجومه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في مباراة الذهاب بسبب الإيقاف، ولكن الفريق الباريسي ربما يستمد الثقة من الفوز الذي حققه على برشلونة 3-2 في دور المجموعات في سبتمبر والإطاحة بتشيلسي الإنجليزي من دور الستة عشر.

وسيفتقد برشلونة جهود لاعبه الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش بسبب الإيقاف.