• السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
  • وفقني الله لقراءة حادثة الفيل من كتاب السيرة النبوية للشيخ علي محمد الصلابي وفقه الله للخير وقد سلط الضوء على ما نستتخلصه من دروس وعبر .
  • فتعالوا نطوف مع الشيخ فلن نعدم فائدة بإذن الله .
  • لما بنى أبرهة كنيسة في بلده وسماها القليس وأراد صرف العرب إليه بدلا من الكعبة وجهز جيشه لهدمها وسار في طريقه لقيه بعض قادة العرب ممن تحركت فيهم غريزة الدفاع عن المقدسات مثل ذو نفر ( أحد ملوك حمير ) والنفيل بن حبيب ( من كان يسمى خثعم ) ومسعود بن معتب ( من الطائف )
  • فهزم أبرهة ذا نفر والنفيل وساقهما أسرى أما الأخير فقد عرض على أبرهة أن يدله على مكان البيت وأرسل معه رجلا يقال له أبو رغال ,
  • لكن أبا رغال مات قبل بداية الهجوم ثم أرسل أبرهة لزعيم مكة ( عبد المطلب ) ليخبره أنه ما جاء لقتال وإنما لهدم البيت فقال عبد المطلب سنخلي بينه وبين البيت فإن خلى الله بينه وبينه فوالله ما لنا به قوة ثم انطلق إلى أبرهة وكان عبد المطلب رجلا قويا وسيما فما رآه أبرهة أعظمه وجلس إلى جواره فإذ بعبد المطلب يكلمه في إبله التي أخذها منه
  • فقال أبرهة لقد أعجبتني إذ رأيتك لكني زهدت فيك فقال ولم ؟
  • قال جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك وعصمتكم ومنعتكم فلم تكلمني فيه وتكلمني في الإبل ؟
  • ثم ردها إليه
  • ثم كان ما كان من رد الله لكيد المجرمين وحمى بيته الكريم ,
  • دعونا نقف مع الشيخ وقفات مهمة ::
  • أولا : مكانة البيت في نفوس العرب حتى قبل الإسلام ولعل هذا لما بقي فيهم من عقيدة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .
  • تلك المكانة التي دفعت بعض ملوكهم للوقوف أمام أبرهة الطاغية ولعل دفاعهم هذا له وقفة مستقلة فيما يأتي بإذن الله .
  • ثانيا الدفاع عن المقدسات أمر غريزي في الإنسان
  • نعم فها هم العرب وهم عباد الأصنام في الغالب تدفعهم الغريزة لبذل الدماء حفاظا على المقدسات .
  • فهل تذكرت أخي القارئ وأختي القارئة ما يحدث الآن من هجوم على الشريعة وتشويه للعلماء وتخويف من دين الله وحكمه ؟
  • هلا تعجبت ممن لم تغلي الدماء في عروقهم لأجل مقدساته وشرعه ودينه ؟
  • هل تأملت في قول الشيخ بأن الدفاع عن المقدسات أمر غريزي فأين غريزة هؤلاء الذين يهاجمون الشريعة وأين غريزة من نشر كلامهم بل وأين غريزة من سمع ولم يحرك ساكنا ؟
  • معقول يتحرك للمقدسات وثني مشرك ولا يتحرك قلبك وقلمك وعقلك ولسانك يا من وحدت الله وآمنت بنبيه صلى الله عليه وسلم ؟
  • يسخر ليل نهار من آيات وأحاديث وعلماء في الفضائيات ومنا من يسمع ويصدق ومن يسمع ويضحك ؟
  • أين نخوة وجدناها في عبدة الأوثان ولم نجدها في بعض المسلمين !!!!
    ثم تأمل معي كيف كان أبرهة يستعظم شأن عبد المطلب فلما لم يكلمه في الإبل سقط من نظره وتعجب كيف يكون قد جاء لهدم ما يقدسه عبد المطلب ويعتبره من صلب دينه ودين آبائه ثم لم يتحرك لنصرته !
    فهلا خجل كثير من أبناء الامة اليوم كيف يهاجم دينه ودين أبيه وهو راضٍ بل ويضحك ويسخر مع الساخرين ؟
  • ثالثا : حسد النصارى على العرب ومقدساتهم :
  • فإن ما فعله أبرهة لهو حسد على العرب ومكانتهم في نفوس الناس بما شرف الله بلادهم به من وجود الكعبة بينهم وقد قال الرازي معلقا على قصة الفيل وقول الله تعالى ((( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ )))
  • ( اعلم أن الكيد هو إرادة مضرة بالغير على الخفية. (إن قيل) لما سماه كيدًا وأمره كان ظاهرًا، فإنه كان يصرح أن يهدم البيت؟ (قلنا) نعم، لكن الذي كان في قلبه شر مما أظهر؛ لأنه كان يضمر الحسد للعرب، وكان يريد صرف الشرف الحاصل لهم، بسبب الكعبة، منهم ومن بلدهم إلى نفسه وإلى بلدته )
  • رابعا حادثة الفيل من دلالات نبوة النبي عليه الصلاة والسلام :
  • هكذا قال بعض العلماء منهم الماواردي وابن تيمية وابن كثير وغيرهم
  • فقد ذكر الماواردي أنها دلالة على نبوته عليه الصلاة والسلام من وجهين :
  • أحدهما : أن أبرهة لو نجح في حملته لسبى نساء قريش وأسر منهم وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام حملا في بطن أمه فعصمه الله من أن يجري عليه السبي حملا ولا وليدا .
  • الآخر : لم يكن حماية الله لبيته لخيرية قريش :
  • وقد وافقه ابن تيمية في هذا فقال ( وكان ذلك عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان ودين النصارى خير منهم، فعلم بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت حينئذ، بل كانت لأجل البيت، أو لأجل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ولد في ذلك العام عند البيت أو لمجموعهما، وأي ذلك كان فهو من دلائل نبوته )
  • خامسا : عملاة وخونة الأمة مصيرهم الخذلان إن لم يتوبوا :
  • فها هو أبو رغال الذي تطوع أن يدل أبرهة على البيت لعنه الله والناس وكلما مر أحد على قبره رجمه .
  • فبشروا كل عميل وخائن بأنه مخذول إن ظن النصر في محالفة كافر أو حاقد على الإسلام وأهله مهما كانت قوتهم ومهما بلغ نفوذهم فإن دين الله غالب .
  • سادسا : جفظ الله لبيته :
  • فكما سبق لم تكن هزيمة أبرهة لمكانة قريش فقد كانوا عباد وثن
  • لكن الكعبة بيت الله وقد حماها حتى رغم كون المشركين هم جيرانها وسدنتها لكن الكعبة في كنف الله
  • ومن هذا وغيره نزداد يقينا في أن الله حافظا دينه وما يتعلق به من مقدسات وناصر الإسلام وأهله
  • فإن كان الله حمى بيته وقد كان سدنته كفارا فهو حاميه وناصره في كل زمان بإذن الله
  • فلنتخلص من هزيمتنا النفسية وشعورنا بالضياع ولنرفع رؤوسنا عاليا بقلوب يملأها الإيمان وجوارح قد ظهر عليها أثر هذا الإيمان من عمل صالح ودعوة للخير والحق ولنعلم أن للإسلام رب يحميه وإن خذله من خذله ولن يلحق العار إلا كل متخاذل عن نصرة دين ربه وخائن لأمته وحاقد ومحارب لشرعه .
  • والعاقبة للمتقين بوعد الله