إستمتع في اغضابهم





لا يغضبك أحدهم إن شعرت أنه يحاول أن يقصيك من كل شيء، يلغي كيانك، يحاول أن يجعلك تدفع ثمناً باهظاً ليسعد بممارسة سلطة ذاته.


لا تغضب، أو تنفعل، أو تعتقد أن كل المسارات قد أغلقت امامك .. مارس معه سلطتك الخاصة في عدم الاستمتاع بتحقيق أهدافه، اجعله يبدو دائماً مصدوماً بكارثة عجزه، وفشله في أنه لم يصل الى شيء على الاطلاق. تصدّ له بهدوء، فمسؤولية التصدي الصامت أصعب من التصدي الغوغائي.
لا تغضب أو تنفعل، إن حاول احدهم أن يحتكر الحقيقة المطلقة لنفسه، يتخندق داخلها، يفرح بأنه الوكيل الوحيد لها، تعامل معه بطريقة أقرب إلى الحيادية، لا تمنحه فرصة الاستماع كاملة، ولا تعبث في ثنايا ما يقوله بالجدل تارة، وبالتركيز تارة أخرى، فرّغ حقيقته من معانيها، اجعلها تبدو مشوشة في طريقة عرضها، ارفع حوله الحواجز، وأقم المتاريس اصدمه بذاته فقط دون غيرها، وبأن احتكار الحقيقة التي يروج لها لا تبدو من خلال فهمه أكثر من أنها حقيقة بلا ملامح، ولا يمكن أن تفتح النفق المظلم أو تضيئه.

لا تغضب إن تعامل معك أحدهم بفرض أحادية رأيه، وحاول أن يسلخك من المشاركة، ويلغي وجودك كاملاً.


استعدّ دائماً لمثل هكذا مواجهة، لا تعتقد أنها مفاجئة أو صعبة، والسبب أنها تتداول يومياً ضمن اطار مشوار طويل من محاصرة الآخر، ورفض رأيه، ووجوده احياناً.
لا تغضب إن حاول أحدهم ان يمارس عليك سلطة المثقف، ويبرز امامك بأنه صاحب فكر جديد، وان ينشغل بفكر أكثر اهمية وتأثيراً على من حوله.
أعد التوازن لنفسك وأنت تستمع إليه .. تدرج في استيعابه من أجل أن تتغاضى عما يقول.
لا يغضبك أبداً إن حاول أحدهم تصفية حساباته من الآخرين معك أنت بالتحديد.. لا تصاهر السؤال الأزلي لماذا أنا بالذات دون غيري رغم أنني لا استحق هذه التصفية؟
غادر أفكارك الموحشة التي تقلقك وتشعرك بتسلطه عليك، لا تعتبر ما يقوم به شيئاً غريباً، أو أن الصورة ذات مشهد عدمي.
اعتبره شخصاً مأزوماً، متسلطاً، يجتر خيباته،
وأزمنة ثقيلة من الفشل، والتعامل السلبي من الآخرين.

لا تغضب فثمن الغضب دائماً الحرمان من ممارسة روعة التفاؤل، ومغادرة نفق الأحلام بعيداً ع