شهدت العاصمة الأسبانية مدريد، السبت، تظاهرة حاشدة شارك فيها ما يقرب من 15 ألف شخص تلبية لدعوة وجهتها حوالي منظمة اجتماعية ونقابية، تحت شعار «الخبز، والعمل، والمأكل، والشرف»، للاحتجاج على سياسات التقشف في البلاد، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لـ«مسيرة الكرامة» التي وقعت في الـ22 من شهر مارس من العام الماضي.
وطالب المحتجون الحكومة الأسبانية بإنهاء سياسات التقشف التي تتبناها بسبب الأزمة الاقتصادية، وهم يرددون هتافات رافضة لسياسات الحكومة، ومطالبة بالتغيير، وذلك مثل: «البرلمان ليس حلاً، بل الثورة»، و«لن نسمح لهم بأن يخرجوننا من المنازل»، و«يحيا كفاج طبقة العمال». وذلك فضلا عن لافتات مناهضة للحكومة والبنوك والفساد المالي.
وألقى بعض المسؤولين عن تنظيم التظاهرة بيانا قالوا فيه: «منذ مسيرة الكرامة التي قامت في الـ22 من شهر مارس الماضي، لم يطرأ أي تغيير على الوضع الاقتصادي في البلاد، بل زادت بشكل كبير الأثار السلبية لسياسات التقشف التي تجريها الحكومة بضغط من مجموعة الدائنين الأوروبيين.
وطالبت المنظمات الاجتماعية والنقابات التي شاركت في التظاهرة بـ«توفير فرص عمل كريمة، ورواتب كافية، وحماية الخدمات العامة، والاعتراف بحق الشعوب والمواطنين في تقريرمصير مستقبلهم»، كما طالبوا المسؤولين بسحب قانون العمل الذي أصدرته الحكومة، و«مشروع قانون أمن المواطن» الذي يناقشه البرلمان حالياً.
وشارك في التظاهرة عدد من السياسيين رفيعي المستوى من أحزاب «اليسار المتحد»، و«الخضر»، و«بوديموس»، وكلها أحزاب ذات توجه شيوعي.
وعقب انتهاء التظاهرة، خرجت مجموعة أصولية مكونة من 200 شخص، وتوجهت إلى المنطقة التي يوجد بها مقر حزب «الشعب» الحاكم، وألحقوا أضرارا بالمحال التجارية، والبيئة، الأمر الذي اضطر قوات الشرطة إلى اعتقال 17 شخصا، بحسب مصادر أمنية.
وفي مارس من العام الماضي، توافد عشرات الألاف من المتظاهرين إلى مدريد، للتنديد بالوضع الاجتماعي الحرج، فيما عرف وقتها باسم «مسيرة الكرامة» التي انتهت بإصابة 101 أشخاص، من بينهم 67 شرطيا، فضلا عن اعتقال 29 آخري.